شهدت مناطق مختلفة من قطاع غزة خلال الليلة الماضية عدد من المظاهرات الغاضبة بسبب استمرار أزمة انقطاع الكهرباء، وتجددت الاحتجاجات في مدينة رفح جنوب القطاع، حيث حاول المتظاهرين الوصول إلى مقر شركة الكهرباء.
وخرج الآلاف من الشبان الغاضبين بشكل عفوي في المظاهرات، حيث رددوا خلالها هتافات تطالب بحل أزمة الكهرباء، فيما قمعت شرطة حماس المشاركين في أكثر من مظاهرة، واندس في المقابل شبان ينتمون للحركة بين المتظاهرين في محاولة لتحويل مسارها.
وبدا الغضب واضحاً على المتظاهرين، الذين اتهموا حماس بشكل صريح بالمسؤولية على ما آلت إليه الأوضاع في قطاع غزة، ولا سيما في ملف الكهرباء، وطالبوا حماس وغيرها من الجهات الفلسطينية المعنية بالقيام بواجبها والكف عن المتاجرة في معاناتهم.
وأغلق المتظاهرون في مخيمات رفح وخانيونس والنصيرات وغيرها من المناطق، وبعض الشوارع الرئيسية، وأحرقوا الإطارات تعبيراً عن غضبهم العارم من أزمة الكهرباء التي وصلت إلى مرحلة غير مسبوقة مع انقطاعها لمعظم ساعات اليوم.
وقال مشاركون في التظاهرات إن حماس هي المسؤول الأول عن الأزمة باعتبارها الجهة التي تسيطر على قطاع غزة، مؤكدين أن الأزمة سياسية بامتياز، وأهالي القطاع هم من يدفعون ثمنها، فيما لا يأبه مسؤولو حماس بهم رغم أن المعاناة بدأت منذ اليوم الأول لسيطرتهم على غزة بالقوة قبل ثماني سنوات.
وفيما مضت المظاهرات في رفح، المدينة الأكثر معاناة من أزمة الكهرباء، دون أي مشاكل، اختلف الحال في مخيم النصيرات، إذ اعترضت شرطة حماس المتظاهرين واعتدت على عدد منهم لدى محاولاتهم الوصول إلى مقر شركة الكهرباء.
وبحسب شهود عيان، فإن مناوشات بالأيدي نشبت بين عناصر الشرطة والمشاركين في التظاهرة تطورت فيما بعد إلى استخدام الشرطة الهروات لتفريق المتظاهرين، في وقت رشق بعض الشبان مركبات الشرطة بالحجارة.
وكعادة حماس في مثل هذا النوع من التظاهرات، طلبت في مدينة رفح من عناصرها ومنتسبيها التسلل إلى التظاهرة ورفع شعارات ضد السلطة الفلسطينية، وإحراق صور الرئيس محمود عباس، في محاولة لتضليل الرأي العام تجاه ما يجرى، وفقاً لما يراه مشاركون في التظاهرات.
وتفاقمت أزمة الكهرباء بشكل كبير خلال الأيام الأخيرة، مع انقطاع التيار في مدينة رفح لأكثر من 22 ساعة متواصلة، بينما لم يكن الوضع أفضل بقية مناطق القطاع، بالتزامن مع ارتفاع غير مسبوق في درجات الحرارة.
وخلّفت مشكلة انقطاع الكهرباء أزمات أخرى أكبر، إذ انقطعت المياه عن معظم المناطق ولم يعد بالإمكان وصولها إلى المنازل، وتسود الخشية في حال استمرار الأزمة من ظهور تبعات أخرى تضاف إلى قائمة طويلة من المشاكل الحياتية التي يعيشها سكان غزة.
وكان مواطن فلسطيني قد توفي أمس الإثنين إثر انهيار سقف منزله المكون من “الاسبست” خلال محاولته إيصال المياه بشكل يدوي إلى الخزانات في ظل انقطاع الكهرباء، فيما توفي آخر في وقت سابق لمدى محاولته إعادة التيار عبر الصعود بنفسه لأحد أعمدة الكهرباء في حي الشجاعة -وفقا ل24.