فاطمة موسى.. “أم المترجمين” إحدى رواد الترجمة الحديثة، بارعة فى الترجمة من وإلى الإنجليزية، حتى أصبحت مشرفة على ترجمات كثيرة لأمهات الكتب مثل شكسبير، واليوم ذكرى رحيلها حيث توفت يوم 13 أكتوبر 2007.
تعد فاطمة موسى صاحبة “قاموس المسرح” عملت مقررة لجنة الترجمة بالمجلس الأعلى للثقافة، وعضو الاتحاد الدولى للأدب المقارن والاتحاد الدولى لأساتذة اللغة الإنجليزية، وكانت رئيسة قسم اللغة الإنجليزية بجامعة القاهرة.
تزوجت فاطمة موسى مصطفى سويف، أحد أبرز أكاديمى التحليل النفسى المعاصرين، لتكون أما لابنتين، الكبرى أهداف سويف أديبة وروائية ومحللة سياسية واجتماعية تكتب بالإنجليزية وتعيش بين مصر ولندن، والثانية هى الناشطة السياسية الدكتورة “ليلى سويف”، والابن الأصغر علاء سويف يعمل مهندسا.
ولدت فاطمة موسى محمود فى 25 ابريل 1927، ودرست البكالوريا بمدرسة الأميرة فوزية التى اكتشفت فيها كنزها الأكبر فى المكتبة التى كانت تحوى اكثر من 6 آلاف كتابا باللغة الانجليزية، مما جعلها تلتحق بكلية الاداب لدراسة اللغة الانجليزية.
وتخرجت بامتياز مع مرتبة الشرف الاولى عام 1948, ورفض رئيس القسم الذى كان انجليزيا ان يعين الطالبة المتفوقة فى وظيفة معيدة ، بدعوى ان الجامعة المصرية لا تعين سيدات.
حين تولى الدكتور رشاد رشدى رئاسة القسم 1951 اول ما فعله استدعاء الطالبة المتفوقة لتصبح اول معيدة فى قسم اللغة الانجليزية بجامعة فؤاد الاول “القاهرة الآن” وحصلت على الماجستير وسافرت فى بعثة دراسية بلندن عام 1954 لمدة ثلاث سنوات، وحصلت على الدكتوراة لتصبح استاذا بالقسم ثم رئيسا للقسم 1975.
كانت أهم إسهامتها فى الترجمة إشرافها على إصدار الأجزاء الخمسة لقاموس المسرح، والذى اعتمد فى مادته الأجنبية على الطبعة الأخيرة لقاموس أكسفورد، إلى جانب ترجمتها لبعض مسرحيات وليم شكسبير، كما ترجمت رواية “ميرامار” لعميد الرواية العربية نجيب محفوظ إلى الإنجليزية. ظلت فاطمة تدرس للدراسات العليا بجامعة القاهرة وتشرف على رسائل الدكتوراه وتدير لجنة الترجمة فى المجلس الأعلى للثقافة، حتى وفاتها فى 13 أكتوبر 2007، قامت بترجمة عدد من أعمال ابنتها الروائية أهداف سويف التى تكتب بالإنجليزية.
قال عنها نجيب محفوظ فى وقت ما أنها أفضل من تناول أعماله بالنقد، توسعت فى الكتابة عن كل من الأدب العربى والأوربي، وحصلت على العديد من الجوائز من بينها جائزة الدولة التقديرية فى الآداب سنة 1997.