الفتة أو طبق الفقراء والأغنياء كما يُطلق عليه ، شريك لا يُنسى في أي مناسبة اجتماعية خاصة في مناسبة كعيد الاضحي لا تشعر بمتعة الحصول عليها ولذة طعامها سوى بلمة الأهل والأصدقاء من منا ليس لديه تناول خاص لطعام الفتة لا يستطع نسيانه خاصة في الأعياد والمناسبات الأمر الذي جعلنا نتسائل عن تاريخ وجود الفتة ولماذا سُميت بهذا الإسم ؟
بالرغم أن البعض أرجع تاريخ ” الفتة ” إلى قدماء المصريين، الذين اعتادوا على تناولها في المناسبات الهامة خاصة عيد الأضحى، إلا أن الكثيرين اعتبروها من أهم الأطعمة الشعبية في بلاد الشام ومصر معا، وأرجعوا نشأتها الأولى إلى الشام.
وقد عرفت الشام الفتة كواحدة من الوجبات الشعبية التي لا تغيب عن مائدة شهر رمضان، كما يحرص أهل طرابلس ودمشق وبيروت خاصة، الحصول على فتة الحمص كأهم وجبات الفطور الأساسية في عطلة نهاية الأسبوع، عندما تكتمل لمة الأسرة ملتفين حول صينية الفتة.
وقد أصبح “الحمصاني” أمهر من يقوم بعمل الفتة في بلاد الشام، فبرغم بساطتها إلا أنها تحتاج خبرة في الطبخ، وقبل زمن طويل كان أهل الشام يستخدمون الحمص بدلا من اللحم في أوقات الشدة، وهنا يستخدم أهل الشام عبارة: “إذا غاب عنك الضاني (لحم الأغنام) فعليك بالحمصاني (بائع الحمص) ” .
لكن لماذا إذًا سميت ” فتة “، في مصر؟.. حصلت الفتة على هذا الاسم نسبة إلى فتات الخبز، فكلمة فتافيت في اللغة العربية تعني القطع من كل شيء، ويتم الحصول عليها من الخبز المحمص، قبل أن يُغرق بشوربة اللحم، ثم وضع فوقها الأرز .
أما الشام فقد أطلقوا عليها فتة الحمص، أو التسقية، نسبة إلى وضع الحمص المسلوق كعنصر غذائي في الفتة، فتتكون من الحمص المسلوق وقطع الخبز المحمص، ويُضاف إليها إما اللبن أو زيت الزيتون، وفي بعض الأحيان الطحينة والسمن البلدي والصنوبر، وهناك من يطلب من الحمصاني إضافة لحم الغنم البلدي إليها لتصبح وجبة دسمة.
أما الكلمة المُرادفة لها وهي “التسقية”، فهي مستمدة من أن طبق الفتة يُسقى باللبن والزيت أو السمن.
ومع مرور الوقت، والتزام العرب بتناولها في المناسبات الهامة، وخاصة عيد الأضحى مثلما يحدث في مصر، فأصبح هناك عدة أنواع من الفتة، وهي الفتة المصرية، والفتة السورية والتي تتنوع بين الفتة بالحمص والفتة باللحم، وفتة الحمص بالطحينة والزبادي، كما أن هناك فتة المكدوس، وفتة الدجاج بالخضار، وفتة الخل بالثوم، وفتة الباذنجان والبطاطا، وفتة العدس.