قضت محكمة الرس بالسعودية بفصل زوجين عن بعضهما البعض بعد ثبوت أخوتهما من الرضاعة ،وكان زوجان ارتبطا قرابة 25 عاما، إلا أن هذا الرابط لم يكن شرعيا كون طرفاه أخوين بالرضاعة.
وأكدت سيدة علمت بأن فلانا وفلانة متزوجان من بعضهما البعض ولديهما 7 من الأولاد والبنات ، فأكدت بطلان هذه الزيجة لعلمها التام بأنهما قد رضعا من أم واحدة.
ولم تكن السيدة التي أخلت بهذا الارتباط بين الزوجين تعلم مطلقا بزواجهما ، فقد وصلها خبرهما متأخرا بطريقة ما ، لتنكر هذه الزيجة ، ولتدلي بشهادتها بالمحكمة والتي بدورها خاطبت وبشكل سري فضيلة مفتي عام المملكة الذي وجه بالتثبت من الشهادة وبالتالي فصلهما عن بعض .
ويعلق المحامي صالح الدبيبي على الواقعة بقوله : ماحدث يحدث للكثيرين من المرتبطين بالرضاعة وهنا أقصد جهل الناس بوجود أقارب لهم من الرضاعة ، قد يكون من أسباب ذلك انتقال الناس من مكان لمكان ، وانقطاع الأخبار لانشغالهم بأمورهم المعيشية ، وكذلك غياب المعلومة عن باقي أجنحة العائلة .
وأضاف كما هناك سبب مهم ألا وهو غياب أو انعدام العلم بفقه الرضاعة من حيث عددها أو أنها متعلقة بالشبعة وخلافه ، فتجد عملية الشك تربك المرضعين في مسألة رضع عدد كذا أو لم يكمل عدد الرضعات الشرعية .
وأكد أن تفقيه الناس في موضوع الرضاعة وتثبيته وتوثيقه أولى وأعظم من توثيق الميراث ، لأن مايحق للمرضع يحق لباقي الإخوة أي له جميع أحكام الإخوة ، فهو يرث تعصيبا ولاشك في ذلك ، لكن يعم الجهل بأن الشخص المرضع لايرث وهذا خطأ .
واستطرد المحامي الدبيبي قائلا هناك عادة اجتماعية قد تدخل في قضية معرفة المرضعين من خلال اجتماع الناس ، هذه العادة هي اقتصار حضور بعض الزيجات على الرجال دون النساء ، لأن الأعراس التي تحضرها النساء توضح وتكشف ما إذا كان هناك رضاعة خافية .
مختتما بأن هذه القصة مؤلمة ومحزنة ، لكنها انكشفت بعد مضي زمن لاقتضاء حكمة إلهية تؤكد ماذكرته من حيث غياب المعلومة وانعدام الوعي في فقه الرضاعة ، فهذه المرأة التي كشفت سر رضاعة الزوجين بعد هذا العمر كانت بعيدة ومنقطعة ، ليس لها هدف ولا مصلحة ، غير أنها عرفت فأدلت بشهادتها الواجبة .