السبق الصحفي عمل رائع ويتمناه كل صحفي وصحفية وربما يعتبر الهدف الأسمى لكل الصحفيين ، قل كل هذا وأكثر عن متعة السبق الصحفي، ولكن هل هناك بعض المحظورات المهنية والانسانية في نشر بعض أنواع السبق الصحفي بالطبع “نعم” ، تصور إذا شاهدت فجأة صورة رأس بشرية مفصولة عن جسدها ؟! تصور كم الاشمئزاز والاستياء الذي ستواجه !
هكذا الحال في حادثة “سانت كاترين” بالأمس وجدنا بعض وسائل الإعلام تتسابق لنشر صور جثامينهم المجمدة في أعماق جبال الثلج بحجة أنها سبق صحفي ! ، كم تجردنا من إنسانيتنا كصحفيين وإعلاميين حتى نتسابق لتصوير جثامين شباب احترقت قلوبنا على وفاتهم جميعا ! ناهينا عن كم الأخبار الملفقة عن الحادث فوجدنا من يقول أن الجيش رفض انقاذهم بحجة أنهم مصريين وليسوا أجانب ويخرج علينا آخرين ليقولوا أن بدو سيناء هم من أنقذوهم وحالة من التعتيم والضبابية الغير مبررة لكافة وسائل الإعلام المصرية المؤيد منها والمعارض وحالة من الاستغلال السياسي الوضيع لحالة إنسانية موجعة.
ليس هذا في تصوير جثامين شباب سانت كاترين فحسب ولكنه حدث أيضا في حادث سبوع زوج “دهب” المرأة التي عرفت إعلاميا بأم “حرية” والتي تناقلت وسائل الإعلام صور لها مقيدة بالكلابشات ، لنجد موقع من المواقع المعروف عنها نشر الأكاذيب وإحداث حالة من البلبلة عند نشطاء الانترنت لا يتردد في نشر أكذوبة فض وزارة الداخلية لسبوع حرية أبنة دهب ومع مرور بعض الوقت خرج زوج دهب بنفسه ليكذب فض الداخلية للسبوع مصرحا بأنه من أبلغ الشرطة بنفسه عن النشطاء وقناة الجزيرة قائلا بالحرف الواحد ” أنا بلغت عنهم علشان مش عاوز وجع دماغ”
ونفاجئ بنفس الموقع ليخرج بموضوع ينتقد فيه تصرف الرجل ويصفه “بخير تعمل شر تلقى” ! بدلا من أن يكذبوا أخبارهم ويعتذروا عنها ! ، فلا أدري ماهو مبرر الكذب سوى استغلال الدماء لكسب “بنط” هنا أو هناك ولا أدرى أيضا ماهو فقه الإعلاميين في تصوير الجثامين سوى أنه رقص على الدماء