يلتقى مرشحا الرئاسة الأمريكية الديمقراطية هيلارى كلينتون والجمهورى دونالد ترامب، مساء اليوم الإثنين، وجها لوجه فى أول مناظرة انتخابية تحمل بعدا تاريخيا لأول امرأة تنافس على منصب الرئيس فى تاريخ البلاد.
وفى تقرير نشرته “نيويورك تايمز”، تقول إن هيلارى وترامب يختلفان حتى فى الاستعداد للمناظرة، وهذا يرجع للتناقض بين الشخصيتين، وتشرح الصحيفة كيف استعد كل منهما للمناظرة بـ3 جوانب:
الأول:
محاكاة المناظرة
هيلارى:
من المتوقع أن تكون المرشحة الديمقراطية قد عقدت محاكاة مؤقتة واحدة على الأقل للمناظرة.
وتقول الصحيفة الأمريكية إن لدى هيلارى أكثر من شخص يلعب دور ترامب، لإعداد نفسها للاحتمالات المختلفة، فقد قال المتحدث باسمها إنّ لدى كلينتون “بديلا واحدا فقط لترامب”.
ويقول فريقها الانتخابى وفقا لما نقلته نيويورك تايمز إن كلينتون تدربت كثيرا على أن تبدو هادئة، ثابتة، ومنتهبة، خصوصا وأن ترامب يعتمد سياسة التقليل من الخصوم التى قد تضع كلينتون تحت ضغط يفقدها أعصابها، هذا بالإضافة إلى أن كلينتون واعية بـ”سلوك المنصات”، كما يطلق عليه المدربون.
كلينتون لديها ميزة استطاعة تدوين الملاحظات أثناء حديث أحد الخصوم، وهى تدربت على ذلك أيضا كثيرا، كما تنظر مباشرة إلى خصمها فى بعض الأحيان، وهو ما يظهر ثقة، وهى أحد الأهداف المهم إظهارها فى المناظرة المرتقبة.
ترامب:
أما عن ترامب، فهو يفضل عدم عقد جلسات كاملة لمحاكاة المناظرة، وليس لديه أى شخص للعب دور هيلارى، على عكس منافسته.
لا يستخدم منصة لتجارب محاكاة المناظرة، رغم اقتراحات بعض أفراد فريقه التدريبى أن محاكاة المناظرة بين شخصين ممارسة جيدة بعد المناظرات الأولية التى كانت بين عدة منافسين، خصوصا فى ظل توقعهم بمفاجأت قد تحدثها هيلارى أثناء اللقاء.
وعليه، يقول بعض مستشارى ترامب إنه يقلل من قدر أهمية الوقوف ثابتا والتحدث بتركيزٍ لمدة 90 دقيقة، وهو عمر المناظرة بينه وبين كلينتون.
ويوضح فريق ترامب أنه كان فى المناظرات الأولية يتراجع قليلا ولا يتدخل فى المناظرة بقوة إلا عندما يتعرض للهجوم.
الإجابات
هيلارى:
لقد كتبت هيلارى ومستشاروها عشرات الإجابات، وقامت هيلارى بإلقاء بعضها على فريقها، لاختبار العبارات، ومعرفة ما قد ينجح فى المناظرة.
ترامب:
تقول الصحيفة الأمريكية إن ترامب لا يحب الإجابات المكتوبة ولا يحب أساسا استعدادات المناظرات بل يمل منها ويمكن أن يمل من المناظرات نفسها.
التوجيهات التى يتلاقاها من مستشاريه يحثونه فيها على أن تكون إجاباته حول التفاؤل بشأن أمريكا وسياساته وأن يظهر بعض الحرارة والطاقة فى اللحظات المناسبة لتحدى هيلارى.
كما أكد له فريقه منذ فترة أن أفضل طرق الفوز: “لا تخض شجارات سخيفة معها أو مع مدير المناظرة، اشرح فكرتك بدلا من أن تأخذ موقفا هجوميا، وقل الإجابات التى تريد بدلا من القلق بشأن إجابة السؤال إجابة مباشرة”.
الاستعدادت للاستفزازات
هيلارى:
تحضر نفسها عقليا لمواجهة شخصيات متعددة لترامب، فهو الخصم المنضبط الذى يلتزم بالمواضيع الكبيرة، والخصم الذى لا محظورات لديه فيبدأ بالهجوم، والمعادى الوضيع الذى يدعوها بـ”الخاسرة” فى وجهها.
وخلال الاستعدادات، يرميها مستشاروها بمجموعة من الهجمات والهجمات المضادة الشبيهة بهجمات ترامب لاختبار استجاباتها.
وتقول نيويورك تايمز إن هيلارى متشوقة هذه المرة للعب دور الهجوم ومحاولة استفزازه، عبر دعوته بـ”دونالد” والتشكيك فى صافى ثروته.
ترامب:
سيحاول مستشاروه الإخلال بتوازنه وقياس استجاباته للكمات هيلارى المحتملة مثل “إنك تكذب يا دونالد”.
يعتقد ترامب أن الفوز بالمناظرات أو خسارتها لا يعتمد على التفاصيل الخاصة بالسياسات، فمعظم المشاهدين لن يتذكروها بعد ساعة من نهاية المناظرة، كما أن مستشاريه يروا أنه من المضيعة للوقت محاولة ملء رأسه بالحقائق والأرقام، وبدلا من ذلك يحاولون مع ترامب أن يركز أكثر على الموضوعات الكبرى مثل: توفير الوظائف، والإرهاب، وحماية الأمن الداخلى وغلق الحدود، وجعل أمريكا عظيمة مجددا، بدلا من التعارك على قضايا جانبية، وهو الطعم الذى تريده هيلارى أن يقع فيه ترامب.