انقلبت الآية فى حدائق حيوانات الصين وتحول المشهد العام من حيوانات تنتمى لمختلف الفصائل النادرة والافتراسية محبوسة داخل أقفاص متباينة الحجم وبيوت محددة الهيئة ، يتردد عليها الزوار من محبي الحيوانات والأسر الراغبة في تحقيق شئ من المتعة لأبناءها، إلى زوار واقفون داخل أقفاص وخارجها الحيوانات المفترسة الجائعة تهرول باتجاههم وتبذل جهدًا مضنيًا فى محاولة الهجوم عليهم .
في حديقة حيوان لاي لودو Lehe Ledu، بمدينة تشونجتشينج الصينية، يدفع المواطنون الأموال لأجل خوض تجربة تكسر شعورهم بالملل ، حيث يتم الزج بهم داخل أقفاص ذات أقفال، محمولة على شاحنة، تتجول بهم في أرجاء الحديقة التي تركت بها الأسود والنمور الجائعة أحرارًا، ومن ثم فإن الحيوانات المعروفة بشراهتها وطبيعتها الافتراسية لا تنفك عن محاولة الانقضاض عليهم وافتراسهم بمجرد رؤيتهم داخل الأقفاص، وما يزيد التجربة إثارة أن القضبان الحديدية للأقفاص معلق بها قطع كبيرة من اللحم لأجل إستثارة الحيوانات بشكل أكبر.
الفكرة الجديدة التي لجئت إليها إدارة الحديقة لقت استحسانًا وقبولًا واسعًا من المواطنين، الذين وجدوا في الأمر مغامرة تقربهم من التعرف على ما يكون عليه شعور الضحايا حين يقعون فريسة المواجهة مع حيوان مفترس، حتى أن تذاكر الدخول إليها نفدت لثلاثة شهور مقبلة، ويقول تشان ليانج المتحدث باسم الحديقة : ” هدفنا أن نقدم للمواطنين متعة الإثارة التي تتحقق بخوض تجربة التعرض لهجوم من قبل حيوانات مفترسة، وليس تعريضهم لأى مخاطر ” مشيرًا إلى أن الأقفاص مصنوعة من مواد صلبة على درجة عالية من المتانة، وأن ثمة إرشادات يتم تقديمها للزوار أثناء وجودهم داخل الأقفاص، لأجل حفظ أمنهم وسلامتهم .