حصلت في انجلترا لمواطن يدعى “جون لى ” نشا في أسرة فقيرة، لديه أخت غير شقيقة من والداته المتوفاه.
جون طلب من أخته أن تسعى له وتتوسط للعمل عند مخدوماتها الآنسة كيز، والتى كانت قد بلغت من العمر أرزلا وتعيش في المنزل وحدها حيث تخدمها أخت “جون لى” بالاضافة لخادمتين اخرتين، وقد عمل جون لى كخادم في الاسطبل والاعتناء بالتشجير في الحديقة.
ومر وقت قصير حتى طردت آنسة كيز “جون لى” بسبب قيامه بسرقة بعض من أغراضها، ثم عمل في الأسطول الملكى ولكن ما لبس أن طردوه من الخدمة بسبب عدم انضباطه، حاول العمل في عدد من الفنادق كخادم إلا أنه طرد منها جميعا بسبب إصراره على السرقة.
طلب من أخته التوسط مرة أخرى للعمل عند آنسة كيز وقد أعطته السيدة الطيبة فرصة أخرى للعمل عندها كخادم . ولكن عاد جون لعادته القديمة وسرق مرة أخرى بعض حاجيات الآنسة كيز فقامت باستقطاع مرتبة والخصم منه فثارت ثائرته وسمعته بعض الخادمات يتكلم على الانتقام من مخدومتة الآنسة كيز.
وفي يوم كانت الآنسة كيز خارجة من مكتبها ومتوجهة إلى الأسفل في الدور الأرضى حتى هاجمها شخص مجهول من خلفها وضربها بقطعة حديد كانت تستخدم لتقليب الحطب في الموقد، ثم قام بجز رقبتها بسكين كان يستخدم في تنسيق الأشجار، وهذه كلها أدوات يستخدمها جون في عمله، ولم يكتفي المهاجم بذلك بل قام بسكب الكيروسين وحرق الجثة والدور الأرضى؛ مما أدى إلى استيقاظ الخادمات.
وقتها هرع جون يطلب المساعده من الجيران وقال لهم أن الآنسة كيز قد ماتت رغم أنه من المفترض أنه لم يراها.
ثم دخل المنزل لإنقاذ أخته والخادمات، ولاحظت إحدى الخادمات أن يديه بها جرح؛ قد ادعى بعد ذلك أنه جرح عندما حاول كسر الزجاج لإنقاذ الخادمة غير أن التحريات أثبتت أن الزجاج تم كسره من الداخل وليس من الخارج.
قضت المحكمة بإعدام جون وقد كان جون وقتها هادئا متبلد المشاعر ونطق بكلمة واحدة “يعلم الله أننى برئ “
وفي ليلة التنفيذ جلبو له آخر عشاء له فتناوله بنهم وبشهية مفتوحة وكان هدوءه غير طبيعى. وعندما حانت لحظة تنفيذ الإعدام لم يقاوم ولم يبكى أو يصرخ بل مشي مع الحراس بثقة وبهدوء تام.
وعندما هم الجلاد بإعدامه أمام الناس لاحظ أن عصا المشنقة لا تتحرك لفتح الباب السفلى فتسقط جسده وتلتف حوله انشوطة الإعدام فتكسر رقبته.
أبعدوه من أمام المشنقة وطلبوا الميكانيكى ليصلحها، ولكن الميكانيكى وجدها سليمة وتعمل بلا مشاكل، فجربوا إعدامه مرة أخرى، ولكن الزراع أبى أن يتحرك، فقال لهم ألم أقل لكم يعلم الله أنى برئ؟ فبث الخوف في نفوس الناس بل والضباط الذين ينفذون الحكم أنفسهم فقاموا بإعادته وإرجاعه للسجن لحين إصلاح الميكانيكى للمشنقة والوقوف على سبب عطلها.
وفي اليوم التالى حاولوا شنقه وفشلوا للمرة الثالثة، فارسلو الأمر إلى مدير السجن الذي رفع الأمر إلى المراجعة العليا بلندن وقد جاء الرد عليه بإلغاء حكم الإعدام والاكتفاء بسجنه مؤبد.