عبد الله النديم ، الكاتب والشاعر والأديب والصحفي ، ولد بمدينة الإسكندرية عام 1843م، وكعادة الأطفال في ذلك الوقت إلتحق بالكتاب وحفظ القرآن الكريم ..
عمل موظفاً بالبرق تم تاجراً وبعد ذلك اشتغل بالتدريس ثم عمل بالصحافة بجريدتي “المحروسة” و “العصر الجديد” واشترك في تكوين “الجمعية الخيرية الإسلامية”..
كانت نقطة التحول في حياته عندما سافر إلي القاهرة والتقى بمحمود سامي البارودي، واشترك في الثورة العرابية عام 1881 م فكان خطيب الثورة ولسانها، وبرز الحس الصحفي لديه فأصدر مجلة “التنكيت والتبكيت” لمؤازرة الثورة العرابية، ومجلة “اللطائف” والتي كانت لسان حال الثورة، كما اشترك مع أحمد عرابي ومحمود سامي البارودي في معركة التل الكبير ضد الجيش البريطاني والتي انتهت بهزيمة العرابيين ..
و بعد فشل الثورة العرابية و دخول الإنجليز مصر، اختفي عبد الله النديم عن الأنظار، و حُكم عليه غيابياً بالنفي، وظل مختفياً لمدة تسع سنوات، حيث كان بارعاً في التخفي وانتحال شخصيات كثيرة، حتي ُقبض عليه عام 1891 م في إحدي قري محافظة الغربية، وأمر الخديو توفيق بنفيه، فأختار يافا وظل بيافا عدة أشهر حتي توفي الخديو توفيق، وخلفه الخديو عباس حلمي الثاني الذي أصدر عفواً عن النديم عام 1892 م ..
ولكن النديم لم يسكت بعد عودته، فعاد مجدداً لدعوة الناس إلي مقاومة الاستعمار، فأصدر الخديو أمراً بنفيه مجدداً خارج مصر، فذهب إلي يافا ثم إلي القسطنطينية، وعُين هناك مفتشاً للمطبوعات بالباب العالي ..
وهناك التقي بجمال الدين الأفغاني، ونشأت بينهما صداقة دامت عدة سنوات وانتهت بوفاة عبد الله النديم متأثراً بمرض السل في 11 أكتوبر 1896 بتركيا عن عمر يناهز 53 عامًا.