لم يصدق علي حسن قاسم (41 عاما) نفسه وهو يقف أمام زوجته، سميرة عباس، بعد شهرين من انقطاع الاتصال بينها، وظن كل منهما بأن الأخر قتل على يد عناصر “داعش” خلال مداهمة قضاء تلعفر، بمحافظة نينوي، شمالي العراق.
القصة بدأت في تلعفر التابع لمدينة الموصل، مركز محافظة نينوي، عندما كان قاسم واثنان من أولاده في منزلهم، وتنامى إلى أسماعه دخول عناصر “داعش” القضاء، ففر مع ولديه لكن زوجته وولده الثالث، مرتضى، كانا في بيت أهل الزوجة وقت الهجوم، حسب ما ذكره قاسم.
وقال قاسم: “بعد هروبنا من تنظيم داعش نزحت إلى كربلاء (وسط العراق) ولم أعرف مصير زوجتي وطفلي مرتضى وطرقت كل الأبواب”. وأضاف: “لم اترك سبيلا للسؤال عنهما وظننت أنهما قتلا على أيدى عناصر التنظيم”.
فيما كانت زوجته، في مخيم النهروان للنازحين ببغداد، على بعد 103 كيلومتر من زوجها، “طريحة الفراش ومكلومة لفقد قاسم، وانتابها ظن بأنه قتل وابنيها على أيدي “داعش”، مضيفة: “بقيت على هذا الحال شهرين”.
وبعد محاولات كانت تبدو أحيانا عبثية، لظن قاسم أن زوجته قتلت، استطاع بعض أهالي تلعفر ممن يتنقلون بين كربلاء وبغداد، أن يحققوا الوصال بين الزوجين، بعد أن رأوا الزوجة في المخيم، فأبلغوا زوجها الذي انتقل وولده إليها في المخيم.
سميرة عباس قالت والدموع تنهمر على وجنتيها، “لا أصدق أني عثرت على زوجي.. الفرحة لا تسعني لأني مع زوجي وأطفالي الثلاثة”، مضيفة أن “العائلة استقرت في المخيم منذ أيام”.