قبل بدء القصة سنجيب عن تساؤل الكثيرين، وهو هل الزير سالم حقيقي أم هو من نسج الخيال؟
والإجابة هي أنه رجل عاش في الجاهلية في شمال الجزيرة العربية وهو فارس من فرسان قبيلة تغلب.
اسمه: عدي بن ربيعة …بن تغلب…بن عدنان.
أما ألقابه فقد لقب بعدة ألقاب أولها : الزير سالم و الزير أصلها (زير النساء) أي جليسهن.
واللقب الثاني هو: المهلهل وذلك لذكره هذه اللفظة في أشعاره واصفا نفسه كما قال: من مبلغ الحيين أن مهلهلا أضحى قتيلا في الفلاة مجندلا لله دركما و در أبيكما لا يبرح العبدان حتى يقتلا
أما أبناؤه وكنيته: فله ابنتان هما ليلى وبها يكنى أبا ليلى و له ابنة أخرى هي عبيدة و منها خرج بنو عبيدة.
وقد أنتج مسلسل عن هذا البطل المغوار لم تذكر القصة الحقيقية تماما.
و إليكم القصة الحقيقية: الزير سالم له أخ اسمه كليب، وكان كليب زعيم قبيلة ربيعة وكان له ابنة عم اسمها جليلة أحبها حبا شديدا لكن لم ينل يدها، وإنما تزوجها ملك التبع غصبا وأخذها مقابل صناديق من الذهب إلى قبيلتها.
فقرر كليب وشباب قبيلته توديعها والذهاب معها في أكياس متاعها فلما دخل التبع القصر خرجوا إليه خرج عليه عشرة من الرجال وضربوه ضربة رجل واحد في جنح الليل المظلم، وفي ذلك الحين كان الزير سالم غلاما حدثا.
وبعد قتله أخذوا الجليلة إلى القبيلة مرة أخرى وعندما عادت الجليلة للمضارب فزوجها أبوها مرة لكليب الذي أنقذها، ولكن أخاها جساس لم يرقه الأمر بسبب غيرته من كليب، وكانت جليلة تبغض الزير سالم أخي زوجه كليب فكانت تحرض أخاه عليه فيزجرها.
وبعد فترة من الزمان جاءت “البسوس” أخت الملك التبع إلى مضارب القبيلة وأبقت ناقتها أمانة عند جساس أخي الجليلة ولم تربطها، ولكن الناقة انحل وثاقها وتجولت في أرجاء المكان فقتل كليب تلك الناقة خطأ.
وأصرت البسوس على الناقة ذاتها وعرض عليها كليب 100 ناقة بدلا لكنها لم تقبل. وعندها بدأت الحرب بين بني مرة (جساس) وبني ربيعة (قوم الزير وكليب).
وترصد جساس لكليب (زوج جليلة) وقتله أمام الجليلة، ولم يكن أحد يعرف قاتل كليب إلا جليلة.
كان لجليلة 7 بنات من كليب وكانت حاملا عندم قتل زوجها. ووصل خبر مقتل كليب إلى الزير سالم بينما هو عند إحدى الغانيات، فحرم على نفسه النساء والخمر والماء حتى يأخذ ثأر أخيه وكان عندها في العشرين من العمر.
وبدأت الحرب بين القبيلتين بعد مقتل كليب واستمرت 40 عاما. تزوجت الجليلة رجل كبيرا في السن من قبيلة أخرى وأنجبت ولدا سمته “الهجرس” وكبر الولد فأخبرته أمه أن أباه الحقيقي هو كليب.
وتعرف الهجرس على عمه الزير سالم وتعاون معه حتى قتلا جساس بعد أربعين عاما، و عندها انتهت حرب البسوس.
أما مصير الزير سالم أن قتله اثنان من عبيده طمعا في ماله.
* الملخص
يعتبر الزير سالم هو من الرجال الذين عاشوا في زمن الجاهلية وكان في منطقة شمال الجزيرة العربية، كما أن الزير سالم كان من فرسان قبيلة تغلب، حيث ان اسمه الحقيقي كان عدي بن ربيعة بن تغلب بن عدنان، كما أن الزير سالم هي إحدى ألقابه حيث أن من ألقابه الأخرى هي المهلهل، وكان سبب هذا اللقب لاستخدام لفظ المهلهل في أشعاره، كما أن الزير في لقبه الزير سالم تعني زير النساء والتي تعني بجليس النساء، حيث أن الزير سالم قد قتل على يد اثنان من عبيده، وكان سبب قتل عبيده له طمعاً في المال الذي كان يمتلكه الزير سالم.