مبانٍ ذات قيمة تاريخية وأثرية، وتمثل كنوزًا لا تقدر بثمن
1- قصر القبة استراحة السلاطين و الأمراء
سمى بقصر القبة نسبة إلى الضاحية التى بنى بها والتى اتخذت اسمها من القبة الكبيرة الواقعة على يمين القصر، وهى القبة التى بناها الأمير المملوكى يشبك بن مهدى الدويدار، مملوكى شركسى من وسط آسيا، وكانت استراحة للسلطان فى مصر وبنيت سنة ١٤٧٩ – ١٤٨١ ، ويعد القصر من قصور الأسرة المالكة السابقة أسرة محمد على .
شيد هذا القصر مجموعة من المهندسين المصريين والأتراك والفرنسيين والإيطاليين على مراحل مختلفة حتى تم بناؤه كاملاً وأصبح على وضعه الحالى، وهو مصمم على الطراز الكلاسيكى، وقد شيد على شكل مستطيل، إذ يبلغ طول ضلعه الشمالى ٤٥٠ م والجنوبى ٤٠٠ م وكل من ضلعيه الشرقى والغربى ١٨٠٠ م، وهو أكبر القصور فى مصر، وهو يستخدم حاليًّا كمقر لنزول الضيوف الأجانب من رؤساء وغيرهم.
بناه الخديو إسماعيل، وأمر بتشييده القائد إبراهيم باشا بن محمد على باشا ثم آلت ملكيته إلى ابنه مصطفى باشا فاضل ناظر عموم المالية فى ذلك الوقت. وأول من سكن هذا القصر الخديو توفيق، ومساحته ٧٠ فدانًا زادت إلى١٩٠ عام ١٩١٧ وعدد غرفه ٤٠٠ غرفة، وتشمل مبانى القصر الحرملك، والسلاملك، وأماكن الخدم والأوفيسات الخصوصية والمطابخ الملكية.
2 – الطاهرة قصر ملكى مع وقف التنفيذ
أشرف على تنفيذه المعمارى الإيطالى أنطونيو لاشياك عام١٩٢٧ م، وورثه طاهر باشا من والدته أمينة هانم عزيز ابنة الخديو إسماعيل، واشتراه الملك فاروق ملك مصر فى ذلك الوقت بمبلغ٤٠ ألف جنيه باسم الملكة فريدة، وكانت مساحته ١٣٠٠م.
الملك فاروق اشتراه من طاهر باشا فى مارس سنة١٩٣٩ ، وبدأ فى تحويل المبنى من فيلا إلى قصر يناسب جلالة الملك، وقد شملت عملية التحويل تطوير البنية الأساسية وإعادة فرش القصر من الداخل وتوسيع رقعته وتزويده بحديقة ذات طراز جديد.
فى٢ نوفمبر عام ١٩٤٢ قام الملك فاروق بشراء الفيلا المجاورة لقصر الطاهرة مقابل١٦٠٠٠ جنيه مصرى، وكانت مساحتها٦١٢٦ مترًا مربعًا وقام بتسجيلها باسمه، وكان يفصل الفيلا الجديدة عن قصر الطاهرة ممر ضيق قام الملك فيما بعد بشرائه وضمه وأقيم سور جدي يحيط بالمبنى ويعطى قصر الطاهرة مساحة كبيرة تبلغ١٨٣٨١ مترًا مربعًا، بها نافورة تعلوها تماثيل وبعض مبانٍ للحراسة والجراجات.
وقد سمى هذا القصر باسم الطاهرة نسبة إلى الملكة صافيناز ذو الفقار (الملكة فريدة) لأنها كانت ملكة مع وقف التنفيذ ولم تعرف من الملك سوى اللقب.
يقع قصر الطاهرة فى منطقة مصر الجديدة ويتكون من مبنى القصر ومبنى الملحق والمبنى الإدارى وكتيبة للحرس الجمهورى وجراج سيارات، وجميعها بمسطح نحو٤٧٤٤ مترًا مربعًا.
3 – عابدين .. جوهرة القصور
جاءت تسميته بقصر عابدين لأنه على أطلال منزل أمير اللواء السلطانى عابدين بك أحد أمراء الأتراك، اشتراه منه الخديو إسماعيل، ونزع ملكية مئات من المبانى والدروب التى حوله فى دائرة مساحتها ٢٤ فدانًا، واستغرق بناء القصر عشر سنوات، فقد بدأ فى إنشائه عام١٨٦٣ واستغرق بناؤه١٠ سنوات حتى عام ١٨٧٣، وانشأه المهندس الفرنسى دى كوريل ول روسو، وعدد كبير من الصناع المصريين والفرنسيين.
وتكلف بناء هذا القصر٥٦٥٥٧٠ جنيهًا، عدا الأثاث الذى تكلف نحو مليونَى جنيه، وقد بنى هذا القصر لينقل الخديو إسماعيل مقر حكمه الرسمى من قلعة القاهرة إلى مركز المدينة. تم إنارة هذا القصر بالكهرباء سنة١٨٩٣ بتكلفة ٧٠٠٠ جنيه، كما تم شراء أنابيب كهرباء ونجف وشمعدانات لزوم الإنارة بسبعة آلاف جنيه، أما إتمام الفرش للقصر فتكلف٨٩٨٧ جنيهًا.
بعد عام واحد – سنة ١٨٩٤ – جاءت شركة للتأمين على القصر فقدرت ثمنه ب ٢٠٠ ألف جنيه إنجليزى، أما الموبيليا فقدرت ب ١٧٠ ألف جنيه إنجليزى، أى أن القصر وما يحتويه ب ٣٧٠ ألف جنيه إنجليزى، وهو ما يتطلب التأمين عليه كل عام ب ٦٤٠ جنيهًا.
شهد قصر عابدين أحداثًا تاريخية هامة، أهمها ذلك الحدث الذى اقترن بالزعيم المصرى أحمد عرابى الذى دعا بعض وحدات الجيش المصرى للحضور إلى ميدان عابدين عصر يوم ٩ سبتمبر عام ١٨٨١ لعرض مطالب الجيش والأمة المصرية على الخديو محمد توفيق الذى اعتلى كرسى الخديوية بعد عزل والده الخديو إسماعيل عام ١٨٧٩ ، وقد كانت وقفة عرابى لعرض مطالبه أمام قصر عابدين.
أيضًا حادث ٤ فبراير ١٩٤٢ كان من الأحداث الهامة بقصر عابدين، حيث طوقت المدرعات البريطانية القصر فى محاولة بريطانية لفرض إرادتها على الملك فاروق لإسناد الوزارة إلى مصطفى النحاس.
يقع قصر عابدين بمنطقة عابدين ويحده من الشمال شارع حسن الأكبر ومن الجنوب شارع الشيخ ريحان ومن الشرق شارع الجامع ومن الغرب ميدان الجمهورية.
ويتكون من مبنى القصر وكشك الشاى وحمام السباحة وكشك الموسيقى ومبنى الخدمات الطبية ومبنى الأمانة العامة وبمسطح نحو ٩٤٢٦٤ مترًا مربعًا.
ملحق بالقصر عدد من المتاحف: متحف هدايا الرئيس ومتحف السلاح ومتحف الأوسمة ومتحف السلام ومتحف الوثائق ومتحف الفضة.
4 – الاتحادية .. هليوبوليس بالاس سابقًا
يقع المقر الدائم لرئاسة الجمهورية بمنطقة مصر الجديدة ويحده من الشمال شارع الميرغنى ومن الجنوب شارع إبراهيم اللقانى ومن الشرق شارع الأهرام ومن الغرب شارع الخصوصى، ويتكون من ٥ مبانٍ وهى مبنى القصر ومبنى الهندسة ومبنى التكييف ومبنى القوى وغرف الأمن والشرطة على البوابات، بمسطح إجمالى نحو ٥٣١٢٦ مترًا مربعًا.
هذا المقر الذى يشهد اجتماعات ومقابلات رئيس الجمهورية والمقر الدائم للرئاسة هو فندق»هليوبوليس بالاس « سابقًا، الذى كان إحدى المنشآت التى بدأ البارون بتنفيذها عند تفكيره فى إنشاء ضاحية مصر الجديدة.
وتم إنشاء هذا الفندق على طراز خاص يجمع بين عناصر العمارة الإسلامية والشرقية الأصيلة، وتم بناؤه ليكون أكبر فندق فى العالم آنذاك ومن أجمل فنادق الشرق، وتكلف بناؤه ٥ ملايين جنيه فى ذلك الوقت، وقام بإنشائه أحد أكبر رجال الأعمال هو المسيو ماركت، وبدأ فى أعمال البناء عام ١٩٠٦ .
واقتبست تصميمات مبنى فندق »هليوبوليس بالاس «، مقر الرئاسة حاليًّا، وزخارفه من أروع أمثلة الفن المعمارى، ويضم ٤٠٠ غرفة وقاعة، وتبلغ مساحة الغرفة الواحدة به أكثر من ٤٠٠ متر مربع، ويضم عددًا من الردهات الكبيرة والفخمة ومنها الردهة الرئيسية التى تستخدم كقاعة استقبال يزينها ٢٢ عمودًا رخاميًّا نحتت من أجود أنواع الرخام الإيطالى النادر، وكسيت حوائطها بمرايا ضخمة ترتفع من أرضية القاعة إلى سقفها، وتتوسط القاعة مدفأة رخامية ضخمة.
وأرضيات القصر مكسوة برخام أبيض، وبعض حوائط القاعة الكبيرة فيه مكسوة بالفسيفساء على الطراز المغربى ومزينة بلوحات فنية كبيرة وتعلو الردهة الرئيسية التى تبلغ مساحتها ١٨٩ مترًا مربعًا قبة ترتفع ٥٥ مترًا.
وتم تصنيع وتصميم أثاث المبنى بالكامل فى لندن من الخشب الماهوجنى فيما عدا الرواق العلوى الذى يضم غرفتين للقراءة ولعب الورق، ويتم استخدامهما حاليًّا كقاعتين للمراسم والصالون الرئيسى.
وقد آلت ملكية الفندق للدولة فى عام ١٩٥٨ بعد أن أصبح غير مجدٍ من الناحية الاقتصادية نتيجة بناء عدة فنادق عالمية كبيرة على ضفاف النيل اجتذبت السياحة وأدت إلى تهميش فندق هليوبوليس بالاس الذى لحقت به خسائر كبيرة.
وفى عام ١٩٧١ صدر قرار جمهورى بتخصيص المبنى ليكون مقرًا لحكومة اتحاد الجمهوريات العربية، وفى عام ١٩٧٨ تم نقل ملكية المبنى إلى شركة إيجوس ونقل اتحاد الجمهوريات إلى مبنى المعهد العالى للدراسات الاشتراكية بمصر الجديدة، وفى عام ١٩٧٩ صدر قرار جمهورى بتخصيص المبنى لوزارة التعمير لاستخدامه فى الاغراض الحكومية، وتم تسليمه لرئاسة الجمهورية التى قامت بتجديده وتجهيزه ليكون مقرًا دائمًا لرئاسة الجمهورية.
5- الأندلس .. ذو الأثاث المودرن
هو أحد قصور الرئاسة الشهيرة ويقع بمصر الجديدة بالقاهرة، كان المكان المفضل لإقامة الزعيم الفلسطينى الراحل ياسر عرفات خلال زيارته للقاهرة، ثم من بعده خلفه الرئيس أبو مازن، كما استقبل أيضًا سلفا كير رئيس دولة جنوب السودان، وعددا من المسؤولين الأفارقة والأجانب.
ويشير أرشيف القصر إلى أنه تم تطويره وتوسيعه بعد ثورة ١٩٥٢ ، وأنه كان مجرد فيلا تابعة ليهود مصريين سافروا بعد الثورة، وصادرته الدولة وانضم إلى الممتلكات العامة بعد قرار التأميم الذى اتخذه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.
يتكون القصر، الذى يقع على بعد أمتار من قصر العروبة مقر الرئيس السابق، من جناحين يضم الأول ثلاثة طوابق، وهو مفروش بأثاث مودرن وليس ملكيًّا، على عكس باقى القصور التى بها أثاث ملكى.