عندما صدّرت الأوامر بحفر قناة السويس منذ أكثر من 150 عام، استغرق الأمر عشر سنوات لإكمال الممر الحيوي الذي ربط البحر المتوسط والبحر الأحمر. بينما تم الانتهاء من الممر المائي الجديد في سنة واحدة فقط، وهى ثلث الوقت الذى كان مقررا لها في الأصل بأوامر من الرئيس عبد الفتاح السيسى.
ذكرت صحيفة يو اس ايه توداى , الأمريكية أن الحكومة المصرية لديها خطط طموحة لتطوير مركز صناعي ونقل عملاق من شأنه أن يخلق فرص عمل ويعزز الاقتصاد الذي دمرته الاضطرابات السياسية على مدار سنوات.
وقال عمرو عدلي، باحث مركز كارنيجي للشرق الأوسط إن القدرة على انهاء المشروع فى سنة واحدة كما أمر السيسى يرسل رسالة محلية ودولية بأن هناك نظام قوى قادر على قيادة البلاد وانتشالها من الفوضى .
واشار ياسر الشيمى، زميل أبحاث في كلية جون كنيدي, للدراسات الحكومية في هارفارد والدبلوماسي السابق في وزارة الخارجية المصرية إلى أن أكبر هدف سياسي خلف هذا المشروع تمّثل فى إعطاء المصريين الأمل من جديد بإنشاء مشروع وطني يوّحد المصريين تحت راية واحدة بعد سنوات من الصراع السياسي وعدم الاستقرار.
اقرأ ايضاً : قصة 15 سفينة احتجزت 8 سنوات فى قناة السويس
وفى الوقت الذى تؤكد فيه الحكومة على ان القناة الجديدة سوف تحقق مكاسب اقتصادية ضخمة، هناك بعض من خبراء الشحن يؤكدون على وجود مبالغة في تقدير الأثر المالي.
وقال نيل ديفيدسون، أحد كبار المحللين في شركة دروري، مجموعة أبحاث بحرية في لندن، إن عملية التجارة الدولية العالمية تحددها مجموعة من العوامل التي تشمل الطلب وأسعار الصرف وتكاليف العمالة والممرات البحرية جزء من المعادلة.
واكدت الغرفة الدولية للنقل البحرى على أنه من الصعب للغاية التكهن بمعدّلات الشحن على مدار العشر سنوات المقبلة, واضافت أن الغرفة تهتم فقط بتوفير خدمة افضل وعرض أى المناطق أكثر جاذبية.
جاء ذلك فى الوقت الذى أكدّ فيه آخرون على أن القناة الجديدة أعادت المعجزات الاقتصادية لمصر بعد يأئسها على مدار سنوات من التدهور الاقتصادي.
وأدلى مسؤولون حكوميون بالعديد من الوعود النبيلة والأرباح الاقتصادية الهائلة بمجرد الانتهاء من المشروع, وأضافوا أن الجانب السلبي بالطبع أمر مطروح وأن التوقعات غير الواقعية في كثير من الأحيان تكون وسط الملايين من المواطنين المصريين الذين ينتظرون تحسين مادي في ظروف معيشتهم قريبا.
وذكر محمود رزق، مدير التخطيط والبحوث بهيئة قناة السويس إن القناة الجديدة سوف تزيد حركة المرور من 50 سفينة يوميا إلى 97 ويقلل من الوقت للسفر عبر القناة من حوالي 18 إلى 11 ساعة،
وتوّقع رزق , ارتفاع الأرباح السنوية من القناة أكثر من الضعف من 5,3 مليار دولار إلى 13.2 مليار دولار بحلول 2023.