يتردد إسم مجلة “شارلي إيبدو” الأن على منابر الإعلام المختلفة بإعتبارها رمزاً لحرية الصحافة وحرية التعبير عن الرأى، بعد الهجوم على مقر الصحيفة يوم الخميس الماضي وأسفر عن مقتل 12 صحفيا.
وإثر الهجوم الأخير على الصحيفة رفع الكثيرون حول العالم إسم “شارلي” وردد الكثيرون عبارة ” أنا شارلى ” ولكنهم لم يعرفوا القصة وراء الإسم ولم يعرفوا أيضاً كيف بدأت المجلة ، وهل تمت مضايقتها من جانب طرف آخر غير المسلمين الذين أصبحوا موضعاً بديهياً للإتهام ؟ وما إذا كانت” شارلى إيبدو” هى مجلة بطبيعتها مثيرة للجدل !!
لم تبدأ مجلة ” شارلى إيبدو ” الساخرة عملها حاملة لذلك الإسم حيث كان الإسم الأول لها ” Hara Kiri ” وكانت مجلة شهرية ساخرة صدرت لأول مرة عام 1960، ولكن تم وقفها بعدما أثارت المجلة غضب الحكومة بعد سخريتها من الرئيس الفرنسي شارل دى جول ” بعد موته ، مما إضطرها لتغيير إسمها ، ليصبح الإسم المتداول الأن ” شارلى إيبدو” وهو إسم مقتبس من شخصية ساخرة شهيرة قد نشرت الجريدة مسبقاً كاريكاتير عنها تدعى ” شارلى “.
ولم تكن تلك المرة الأولى لوقف المجلة ، حيث تم منعها عام 1961 ومرة أخرى لمدة 6 شهور خلال عام 1966، وبعدها عادت ” شارلى إيبدو” للعمل ليتم إغلاقها مرة أخرى خلال 1981 من جانب القائمين عليها.
وبعد عشر سنوات عاد العمل فى المجلة ونشرت أول أعدادها بعد العودة خلال 1992، ومنذ 2008 تعمل المجلة علي زيادة مبيعاتها بنشر رسوم مسيئة للإسلام فى شخص النبى محمد ، مما أصبح سبباً فى عقلية بعض المسلحين المسلمين للهجوم علي المجلة خلال 2011، حيث تعرضت لإطلاق نار وتعرض موقعها الإلكتروني لإختراق.
وفى 7 يناير من 2015 تجدد الهجوم على المجلة ، وخلَف وراءه مقتل 12 صحفي من بينهم مدير التحرير، وترجع أصول المشتبه بهما الرئيسيين فى الهجوم على “شارلي إبدو” لليمن ، وهم أخوين يدعا شريف وسعيد كواشة
و خلال الساعات الماضية أعلن تنظيم قاعدة الجهاد في اليمن مسؤوليته وقال في بيان له نشر على مواقع الكترونية أن الهجوم على المجلة نُفذ بتخطيط وتمويل من قيادة التنظيم وبأمر من زعيم الشبكة المتطرفة في العالم ايمن الظواهرى .
واستغلت المجلة الهجوم الأخير لنشر رسومات أكثر إساءة للإسلام وهو ما ستقدمه تحت شعار “حرية الصحافة والرأى” الذي يكفله لها المجتمع الدولى، وبالفعل عاودت المجلة نشر رسوماً مسيئة للنبي محمد فى عددها الإسبوعى الذى صدر أمس وهو أول عدد ينشر لها بعد الهجوم عليها، والذي أطلق عليه البعض “عدد الناجون”، وسيصدر العدد الجديد بـ3 ملايين نسخة، مقابل 60 الف نسخة فى الأعداد العادية، كما سيترجم الى 16 لغة، على أن تباع تلك النسخ فى 25 بلد .