أكدت صحيفة “لوفيجارو” الفرنسية أن تقريرا صادرا عن الأمم المتحدة وجه اتهامات إلى الوحدات الفرنسية المشاركة في قوات حفظ السلام في دولة أفريقيا الوسطى، بالتورط في اغتصاب أطفال من تلك الدولة التي مزقتها الصراعات الدينية بين المسلمين والمسيحيين.
وأضافت الصحيفة أن الجنود المتهمين انتزعوا الأطفال من أسرهم في مقابل مبالغ من المال أو حتى وجبات من الطعام وذلك في مدينة بانجي عاصمة أفريقيا الوسطى خلال الفترة من أبريل 2013 وحتى يونيو من العام الماضي.
اقرأ أيضًا: تقرير مصور يفجر مفاجأت حول عملية Charlie : هل فرنسا متورطة فى الحادث ؟
وطالب وزير دفاع فرنسا جون إيف لودريان أنه في حال إقدام أحد جنود عملية “سانجاريس” الفرنسية في افريقيا الوسطى على اغتصاب أطفال فعليه الاعتراف بذلك على الفور.
ونقلت صحيفة “لوموند” الفرنسية عن مصدر قضائي أن 14 جنديا فرنسيا متهمون باغتصاب أطفال “مقابل الغذاء”، وأضافت أن عددا قليلا منهم تم تحديده في التحقيق الذي تجريه النيابة العامة، وأنه لم يتم الاستماع إليهم بعد.
وأضافت الصحيفة الفرنسية أن “الاعتداءات المرجحة” شملت على الارجح 6 أطفال، حيث أدلى هؤلاء الذين تتراوح أعمارهم بين 9 و13 عاما بشهاداتهم ضد الجنود الفرنسيين إلى الأمم المتحدة.
وسألت صحيفة “لو جورنال دو ديمنش” الفرنسية بعض هؤلاء الأطفال حيث قال أحدهم إنه كان يلعب بجوار منطقة عسكرية وقام أحد الجنود باغتصابه ثم اعطاه بعد ذلك بسكويت ونقود.
وقال أخر إنه فى احدى نقاط التفتيش احتجزه عسكريًا واغتصبه ويوضح طفلا أخر “كنا نعانى من الجوع لذا كنا نوافق”.
وعلق الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند على التحقيقات قائلًا إنه إذا تبين أن بعض الجنود أساؤوا التصرف فإنه لن يتساهل معهم.
اقرأ أيضًأ:هولاند: فرنسا ستكثف عملياتها فى العراق
وأضاف أولاند فى تصريحات صحفية “أنتم تعرفون الثقة التي أوليها للجيوش، والدور الذي يضطلع به العسكريون الفرنسيون في العالم”، وتابع “يجب ألا يكونوا موضع شكوك”.
وينتشر نحو 2000 جندي فرنسي في أفريقيا الوسطى منذ إطلاق عملية “سانجريس” في أواخر 2013 عندما اندلع صراع مسلح ذو أبعاد طائفية بين تنظيم “سيلكا” ومليشيات “أنتي بالاكا” المسيحية، مما أسفر عن مقتل المئات من الجانبين ونزوح آلاف المسلمين إلى دول الجوار.
والجدير بالذكر أن فرنسا قامت على مدار سنوات عديدة بانتهاكات فى الدولة التى استعمرتها لاسيما فى القارة الافريقية كالكاميرون ومالي وكوت ديفوار ومن منا ينسى الجزائر بلد المليون شهيد؟؟ والتى كانت ترزح تحت نير الاحتلال الفرنسى فى الفترة من 5 يوليو 1830 إلى 5 يوليو 1962 حيث ارتكب جيش الاحتلال الفرنسى العديد من الجرائم ضد المدنيين، والتي سماها المؤرخون بـ “الرازيا” …ومن بينها إبادة 25 قرية كاملة مرة واحدة بواسطة الجنرال لامورسيير، فضلًا عن عمليات الذبح والقتل والاغتصاب…وهناك قتل أربعة آلاف مسلم أعزل معتصم في مسجد “كتشاوة” قبل تحويله إلى كنيسة على الرغم من أن اتفاقية استسلام الجزائر العاصمة كانت تدعو إلى احترام الحرية الدينية للاهالي.
وفى مالى، تصاعدت انتهاكات القوات الفرنسية والمالية ضد المدنيين المسلمين في مالي جراء العلميات العسكرية التي تقوم بها.
وواجهت فرنسا انتقادات دولية بعد ورود أنباء عن استمرار انتهاكات حقوق الإنسان من بينها جرائم اغتصاب بحق السكان العرب والطوارق..
حيث أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن قلقه بسبب التقارير الواردة عن انتهاكات حقوق الإنسان في مالي، ودعا رئيس مالي المؤقت ديونكوندا تراوري إلى “ضمان احترام حقوق الإنسان والتقاليد الإنسانية” من قبل القوات الوطنية والقوات الدولية في مالي.
وتجدر الإشارة إلى أن سياسيين فرنسيين قاموا فى ثمانينات القرن الماضى باغتصاب أطفال فى الكاميرون وأجرى انذاك تحقيقات فى هذا الصدد وتولت الأمم المتحدة التحقيق فى ذلك.
ويبقى السؤال إلى متى تظل الانتهاكات الفرنسية الدولة الافريقية؟؟ وإلى متى ستظل فرنسا تعتبر الدول الإفريقية هى مستعاراتها الخاصة رغم انتهاء عصر الاستعمار؟؟ وإلى متى ستقف الأمم المتحدة مكتوفة الأيدى أمام كل هذه الانتهاكات؟
أ ش أ