كان محور حديث الصحف الأجنبية على مدار الأيام القليلة الماضية، هو رائف بدوى، منذ إعلان الحكم عليه بالحبس 6 سنوات وتغريمه مليون ريال، وجلده 1000 جلدة، بواقع 50 جلدة اسبوعية.
ونشرت بى بي سى فى خبرًا لها منذ سويعات، زوجة المدون السعودي رائف بدوي تطالب بإطلاق سراحه، وجاء فيه” طالبت زوجة المدون السعودي رائف بدوي الذي جلد لاتهامه بالإساءة للإسلام السلطات السعودية بإطلاق سراحه” .
وقالت الزوجة، إيناس حيدر، التي لجأت إلى كندا مع أطفالها الثلاثة بعد توجيه الاتهام لرائف، في مؤتمر صحفي “زوجي مسجون بسبب تعبيره عن أفكار ليبرالية”.
وقارنت بين زوجها وبين الصحفيين الذين قتلوا في مجلة شارلي إيبدو في باريس الأسبوع الماضي، واتهمت السعودية بارتكاب نفس الأعمال التي يرتكبها تنظيم الدولة الإسلامية
وقالت بياتريس فوجرانت من منظمة العفو الدولية “نحن هنا من أجل أن لا يضطر رائف إلى تحمل 50 جلدة إضافية”.
ووصفت الحكومة الكندية عملية الجلد العلني بأنها “فعل غير إنساني”، لكنها قالت إنها لا تستطيع عمل الكثير من أجل رائف. وكان بدوي قد جلد في العلن بعد ادانته بارتكاب جرائم تتعلق بالانترنت وبالإساءة للإسلام.
وتم جلد راف، الذي حكم عليه بالجلد ألف جلدة والسجن عشر سنوات، 50 جلدة . وقال نشطاء أن الجلد سيتم تنفيذه اسبوعيا. وألقي القبض على رائف، وهو من مؤسسي موقع “الليبراليون السعوديون” عام 2012.
وادانت جماعات حقوق الانسان الحكم الصادر عليه وناشدت الولايات المتحدة السعودية ابداء الرأفة. واضافة الى الحكم، امرت السلطات السعودية رائف بدفع مليون ريال (266 الف دولار). وفي عام 2013 تم تبرئة بدوي من تهمة الردة، التي يعاقب عليها في السعودية بالاعدام.
وقال سعيد بو مدوحة من منظمة العفو الدولية إن “جلد رائف بدوي إجراء وحشي وقاس يحظره القانون الدولي”.
وأضاف “بتجاهلها المطالبات الدولية للإلغاء الحكم على بدوي اظهرت السلطات السعودية تجاهلا بغيضا لأبسط المبادئ الانسانية”.
وقالت منظمة العفو الدولية إن سلطات المملكة العربية السعودية لديها فرصة لتحسين سجلها المروع في مجال حقوق الإنسان من قبل الاستجابة لانتقادات الدولية حول عقوبة الجلد العلني لرائف بدوي ووقف ذلك على الفور.
وأشار سعيد بومدوحة، نائب مدير منظمة العفو الدولية فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إن السلطات تجاهلت انتقادات واسعة ومستمرة بلا خجل فى جلد رائف بدوي، وهو ما يدل على المملكة العربية السعودية تعمل على ازدراء القانون الدولي وتتجاهل الرأي العام العالمي.
وقد أصدرت حكومات الولايات المتحدة وكندا وألمانيا والنرويج وغيرها تصريحات منددة لجلد رائف بدوي. وقد أعرب الآلاف من الناس من مختلف أنحاء العالم غضبهم في هذه القضية على وسائل الاعلام الاجتماعية ونظمت مئات التظاهرات أمام السفارات السعودية في جميع أنحاء العالم.
وتابع سعيد بومدوحة”يجب على المجتمع الدولي مواصلة الضغط على سلطات المملكة العربية السعودية. يجب وقف عقاب رائف بدوي القاسى والظالم على الفور.
وقالت صحيفة الجارديان إن الجلد الأولى جذبت اهتمام هائل وغضب لأنها جاءت بعد قتل تشارلي ابدو في باريس ومناقشات مكثفة من حرية التعبير والحساسيات الإسلامية حول تصوير النبي محمد. وخصوصًأ أن المملكة العربية السعودية أدانت علنا القتل.
وقالت كيت ألين، مديرة منظمة العفو الدولية في المملكة المتحدة وزراء بريطانيا،” نحتفل بحق حرية التعبير فى باريس أو لندن ولكن يبدو فجأة أن الأمر يفقد قوته، عندما يتعلق الأمر بإدانة السلطات فى الرياض”.
واشار المحللين السعوديين للجارديان أن الأمر خيبة أمل كبيرة، خصوصًا التناقض فى جلد رائف والتنديد باعمال القتل فى تشارلى إيبدو، متابعين إن الحكومة السعودية تحاول إرسال رسالة للمتشددين بتضيق الخناق على الجميع وليس فقط المتطرفيين دينيًا، على الرغم من أن من يتم عقابه من الليبراليين الذين يريدون الاستقرار والتقدم.
وأشار تقرير الجاريادن إلى أنه فى الأشهر الأخيرة لجأت السلطات لحملة على رجال الدين المسلمين المتطرفين وغيرهم من الجماعات الجهادية، بما في ذلك المؤيدين للدولة الإسلامية (داعش) في سوريا والعراق.
ومع دعم الحكومة السعودية الإطاحة بالرئيس بشار الأسد لم تعد تسمح بدعم الجماعات المتشددة التى تقاتل ضده.
ولفتت صحيفة الجارديان فى تقريرها إلى أن الموقع الذى صنعه بدوى وأغلق الأن كان منتدى نقاش سياسي اجتماعي.
واتهم فى وقت لاحق بأن المحتوى الذى ينشره فيه سخرية من الشرطة الدينية فى المملكة، ولجنة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، وهو ما جعل النيابة تحاكمه بالردة والتخلى عن دينه الأمر الذى تصل عقوبته إلى الاعدام.
وأشار المؤرخ السعودي المقيم فى لندن مضاوى الرشيد، إلى أن هناك العديد من الشخصيات الليبرالية السعودية أقل شهرة من رائف فى السجن من أجل أفكارهم، ودافعهم عن حقوق الإنسان.
أما صحيفة الاندبندنت سردت الصحيفة تاريخ من التناقضات تحت العنوان الذى اختارته لتقريرها: ” تاريخ المملكة العربية السعودية من النفاق ونختار تجاهل”
وبدأ التقرير ذو الطابع التاريخى بسرد تفاصيل عن السير ويليام هننتر الموظف الحكومى البريطانى الكبير فى عام 1871 والذى نشر كتاب بعنوان أسراب متعصبة حذر فيه من المسلمين السنة، الذين قتل راعيا الانجيلز آنذاك، مشيرًا إلى أن واعظ الكراهية هو سبب الإرهاب، واتباع منهج الوهابية العنيف، خرج من تلك النقطة للإشارة إلى داعش التى اجتاحت سورية والعقوبات التى لحقت أهلها وسكانها من ذبح، إلى المدون رائف بدوى الذى تعرض للجلد العلنى، والنفاق العربي عن الأمر.
قارن التقرير عن رؤية السعوديين أن الرسوم الكاركاتيرية المسيئة للنبي يستحق القتل وجلد رائف وداعش فى سوريا والعراق.
ونشرت الجارديان تقريرًا جديد لها مساء أمس حمل عنوان، الضغط يزداد على السعودية قبل أن يواجه المدون الإلكتروني الجلد الثانية.
وأشار التقرير إلى الحكم على رائف البالغ من العمر 31 عامًا، بالجلد والسجن والغرامة، بتهمة الردة على الإسلام”، ولفت التقرير إلى مطالبة زوجته إيناس حيدر، التي لجأت إلى كندا مع أطفالها الثلاثة بالإفراج عن زوجه.
وأضاف التقرير مشيرًا إلى أن توقيت الجلد تزامن مع أحداث تشارلى إيبدو والتناقض بين أقوال المملكة وأفعالها.
وقارنت بين زوجها وبين الصحفيين الذين قتلوا في مجلة شارلي إيبدو في باريس الأسبوع الماضي، واتهمت السعودية بارتكاب نفس الأعمال التي يرتكبها تنظيم الدولة الإسلامية.
ركزت صحيفة التلجراف فى عرضها لموضوع رائف بدوى الناشط السعودي على تقرير الأمم المتحدة حول الأمر والنداءات المستمرة منها لوقف عملية الجلد المستمرة أسبوع وراء الأخر.
وقال الأمير زيد رعد زيد الحسين، مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، إنه ناشد العاهل السعودي الملك عبد الله “لوقف عقوبة الجلد العلني و العفو عن السيد بدوي، على وجه السرعة مشيرًا إلى أن هذا العقوبة قاسية للغاية”.
ونقل التقرير رفض السفارات الأجنبية جلد رائف، إلى جانب رفض منظمات المجتمع المدني، الأمر واعتباره مشين وبغيض.