قديمًا كنا نسمع أن هناك من يقرؤون الصحف خلال وجودهم في الحمام، أما اليوم فقد استبدلنا الصحف بالهواتف المحمولة، التي نصطحبها معنا أينما ذهبنا سواءً في الحمام أو على المائدة أو في السرير.
ويتزايد عدد مدمني الهواتف المحمولة يومًا بعد الآخر، حتى وصل الأمر إلى الأطفال الصغار، وأصبح الهاتف المحمول لا يغادر أيدي الجميع، فلا أحد يريد تضييع أي لحظة دون متابعة أحدث الفيديوهات أو منشورات وصور الأصدقاء أو إرسال التعليقات والاطلاع على أحدث الأخبار.
أثبتت دراسة أمريكية أن نحو 75% من المواطنين الأمريكيين يأخذون هواتفهم المحمولة معهم إلى الحمامات، لكن يؤكد الباحثون في مجال الصحة العامة أن الهواتف المحمولة حوامل خصبة للبكتيريا وقد تُعرضكِ للإصابة بكثير من الأمراض، واليوم سنتعرف معًا على الأسباب في هذا المقال.
قد يستغل كثير منا وقت الحمام في الرد على الرسائل، بل وقد تكونين أنتِ نفسكِ تقرئين هذا المقال الآن من هاتفكِ المحمول في الحمام.
لكن احذري من ذلك، فربما تكون أسوأ عادة لكِ تتعلق بالصحة العامة وبنظافتكِ الشخصية.
يرى كثير من الباحثين أن الهواتف المحمولة باتت حوامل للجراثيم والميكروبات والبكتيريا، مثل السالمونيلا والإيكولاي والشيجيلا والعطيفة، التي يُمكن أن تنتقل إليكِ وتُصيبك بإعياء شديد، ومن هذه الفيروسات أيضًا النوروفيروس (وهو من أكثر الأسباب شيوعًا في الإصابة بالإسهال في أمريكا).
تنتقل الجراثيم والميكروبات وتنشر بسهولة من خلال الأسطح الصلبة وعدم غسل الأيدي، ما قد يُعرضكِ للإصابة بالعدوى، مثل عدوى المكورة العنقودية والتهاب المعدي المُعوي، وينصح الخبراء بضرورة تغيير جراب (غطاء) الهاتف كل فترة، لأنه يكون مصنوعًا من مادة مطاطية يسهل أن تعلق بها أنواع عدة من البكتيريا والجراثيم.
وقد حذر الخبراء أيضًا من استخدام الهواتف المحمولة عند تناول الطعام، لاحتمالية انتقال العدوى من الهواتف إلى الأطعمة، ما يزيد من فرص الإصابة بالأمراض، لذا يجب تطهير الهاتف المحمول بشكل دوري، خصوصًا لو كنتِ تستخدمينه أنتِ أو أحد أفراد أسرتكِ في دورة المياه، إلى جانب تنظيف شاشة اللمس وجوانب الهاتف، كما أنه من الضروري غسل اليدين بانتظام بعد الانتهاء من قضاء الحاجة أو استخدام هواتف الآخرين.
كيف تنتقل هذه الجراثيم والبكتيريا إلى هاتفي؟
أكثر ما يكون في الحمام ملوثًا، خاصة الحمامات العامة في المولات والمطاعم والمستشفيات، هي مقابض الحمامات والسيفون والشطاف وصنبور المياه وحامل المناديل، فقد تلمسين الشطّاف أو السيفون، ثم تمسكين هاتفكِ المحمول لتضعيه جانبًا قبل غسل يديكِ، وهنا تنتقل البكتيريا والفيروسات إلى يديك ومنها إلى هاتفكِ.
حتى بعد غسل يديكِ، قد تلمسين مقبض الباب بعد شخص لم يغسل يديه، ثم تمسكين هاتفكِ المحمول، وينقل الجراثيم إلى يديكِ حتى بعد غسلهما، بل وعندما ترغبين في تفقد الفيسبوك أو الانستجرام في أثناء تناول الطعام، فتنتقل هذه البكتيريا من الهاتف إليكِ عن طريق الفم.
كذلك إذا اكتفيتِ بوضع الهاتف بالقرب من المرحاض، فهو لا يزال عرضة للجراثيم، لأن رذاذ ماء السيفون ينتقل مسافة مترين تقريبًا حول المرحاض، لهذا أيضًا يُنصح بعدم وضع فرشاة الأسنان أو أي شيء شخصي بالقرب من المرحاض، ففي أثناء وجودك في الحمام قد تتناثر بعض قطرات الماء أو جزئيات الهواء وتلتصق بهاتفكِ المحمول الذي عادةً ما يتكون جرابه من مادة مطاطية، تمثل البيئة المناسبة تمامًا لتعيش فيها الجراثيم والبكتيريا.
كيف يُمكنني الحد من احتمالات الإصابة بالعدوى والأمراض؟
1. لا تأخذي الهاتف أبدًا معكِ إلى الحمام.
2. استخدمي الإسبراي المخصص لتنظيف هاتفكِ المحمول باستمرار، أو استخدمي المناديل المعقمة لقتل الجراثيم، التي يحملها هاتفكِ، لكنها ستفي بالغرض مع الجراب فقط وليس الهاتف بأكمله، ومن الأفضل استخدام قطعة قماش مبللة بالكحول المخفف لمسح الهاتف كله.
3. احرصي على غسل يديكِ دومًا عند الخروج من الحمام أو قبل لمس هاتفكِ أو هاتف غيركِ.
بالطبع لا ننسى احتمالية وقوع الهاتف المحمول بالخطأ في المرحاض، وإذا لم تفقديه للأبد ونجحت في تنظيفه وإصلاحه بوضعه في الأرز أو ما إلى ذلك، سيكون محمّلًا بالجراثيم والميكروبات بين ثناياه وأجزائه الصغيرة المختلفة، التي قد تعجزين عن الوصول إليها.
لذا حاولي ألا تأخذي هاتفكِ معكِ إلى الحمام حفاظًا عليه وعلى صحتكِ، وإن اضطررتِ فداومي على تنظيفه وتعقيمه، كي لا يكون ملاذ للبكتيريا والجراثيم.