“تراث أطفال الثمانينيات”، احتوى العديد من الأغاني الفنية التي لا تعد ولا تحصى، اخترعها الأطفال، في أثناء وجودهم في المدارس، سواء كانت سخرية من أغنية أخرى، أو أغنية قائمة بذاتها، (أغنية سلبية لا إجابة لها.. أغنية مش موجودة في الوجود)، ظل الأطفال يرددونها جيلا بعد جيل.
لعل الأغنية الأبرز في ذلك الوقت، “عادل إمام دخل الحمام”، التي ذاع صيتها بين أطفال المدارس، وأضافت عدّة قيم ومعان جميلة للبشرية، بكلماتها “عادل إمام دخل الحمام، دخل وراه أميتاب باتشان، قاله بتعمل إيه يامان؟ قاله بقزقز في الدبان، ددي ددي وا”.
تبرز الأغنية العديد من الأشخاص، الذين مثلوا “التريند” في ذلك الوقت، منها عادل إمام، أميتاب باتشان، الشاب خالد، وأغنية “ددي وا”، و”الدبان”، إلا أنه يجب أن نلقي نظرة على كلماتها، لنحاول تحليلها أو طرح تساؤلات بصددها، علنا نصل إلى إجابة لحل ألغاز تلك الأغنية، خاصة مع زيارة الفنان العالمي أميتاب باتشان مصر.
عادل إمام دخل الحمام
“حقه ياجدعان”، فهو إنسان ومن الطبيعي أن يدخل الحمام لأي غرض، صنع الحمام من أجله.
دخل وراه أميتاب باتشان
أمر غير طبيعي ويثير الشك، لماذا دخل الفنان الهندي العالمي خلف عادل إمام الحمام؟ ولماذا هذا الحمام تحديدا، الذي يجمع اثنين من أشهر النجوم؟ أين مكان الحمام؟ هل هو في مصر؟ أم في الهند؟ أم هو حمام محايد؟!
“قاله بتعمل إيه يامان؟!”
من المعروف أن الفنان عادل إمام ليس بينه وبين أميتاب باتشان، علاقة صداقة، وإذن فإن سؤاله غريب بعض الشيء، خاصة مع عدم وجود سابق معرفة بينهما، كما أن السؤال غير منطقي، فلك أن تتخيل أنك دخلت الحمام، لتجد شخصا خلفك يسألك “بتعمل إيه يامان؟!”
“قاله بقزقز في الدبان”
الإجابة جاءت كالصاعقة وغير متوقعة، فكان من الممكن أن تكون “بعمل زي الناس”، “ببص على نفسي في المرايا”، “بغسل وشي”، إنما “قزقزة في الدبان”، رد لم يكن متخيلا أو متوقعا، يزيد الموقف غموضا وارتباكا.
“ديد دي وا”
لا أحد يعلم سر تواجد أغنية الشاب خالد “ددي وا” داخل الموقف، أو مبرره داخل الأغنية، فهل كان الشاب خالد “معاهم في الحمام، بس قافل عليه الباب؟”، وعندما سمع عادل وأميتاب يتناقشان في نظرية “الانفجار والحمام والدبان” شعر بالنشوة ليغني أغنيته الشهيرة، أم أن أميتاب باتشان أصيب بالجنون بعد إجابة عادل إمام عن “الدبان”، ليغني أغنية الشاب خالد؟!.
لعل الأجيال القادمة تعي وتقدر تلك القيم والتراث والألغاز الماسونية، التي تركها لهم جيل الثمانينيات، والتي لن يصلوا إلى حلها أو أسبابها أو فهمها، لأن جيل الثمانينيات نفسه لم يفهمها.