بيعة الحسين فى الكوفه:
علم أهل العراق أن “الحسين بن على” رضي الله عنهما لم يبايع “يزيد بن معاوية” ،فأرسل أهل العراق رسالة لحسين للمبايعه ووصل للحسين أكثر من خمسمائة رسالة من أهل العراق تبايعه على الخلافة ،فبعث الحسين أبن عمه “مسلم بن عقيل” ليتحقق من صدق الرسائل ،وسكن مسلم فى بيت “هانئ بن عروة” و تأكد مسلم من صدق الرساله و أن الناس تريد مبايعة الحسين فكتب يطالب الحسين بالحضور الى الكوفه …
علم “يزيد بن معاويه “بالأمر فأرسل الى “عبيد الله بن زياد” حاكم البصره يطالبه بمنع أهل الكوفه من الخروج مع “الحسين بن على” للمبايعه و لم يأمر بقتل الحسين .
و حين دخل عبيد الله الكوفه حاصره “مسلم بن عقيل” بأربعة ألاف جندى فى قصره فخرج عبيد الله يخطب فيهم و يخوفهم من قوة جيش الشام و المصائب التى سوف تحل عليهم فأخذ الناس تنسحب حتى أصبح مسلم وحده ،فقبض عليه عبيد الله و أمر بقتل مسلم بن عقيل ….
ولكن عقيل طلب بأن يرسل رساله الى الحسين يعلمه بأمر أهل الكوفه حتى يعدل عن خروجه على عكس الرساله الأول التى طلب منه ان يحضر، و كان نص الرساله “ارجع بأهلك ولا يغرنّك أهل الكوفة فإن أهل الكوفة قد كذبوك وكذبوني وليس لكاذب رأي”.و قتل مسلم يوم عرفه.
و لكن الرساله لم تصل الى الحسين فلقد وصلت الرساله الأول و خرج الحسين رغم محاولات الكثير من الصحاب بمنعه من الخروج مثل ابن عمر وابن عباس وابن عمرو وأخيه محمد بن الحنفية و ابن الزبيروغيرهم.
و فى الطريق ..
وجاء الحسين خبر مسلم بن عقيل عن طريق الذي أرسله مسلم ، فانطلق الحسين يسير نحو طريق الشام نحو يزيد، فلقيته الخيول بكربلاء بقيادة “عمرو بن سعد” و”شمر بن ذي الجوشن” و”حصين بن تميم “فنزل يناشدهم الله والإسلام أن يختاروا إحدى ثلاث : أن يسيِّروه إلى أمير المؤمنين (يزيد) فيضع يده في يده (لأنه يعلم أنه لا يحب قتله) أو أن ينصرف من حيث جاء (إلى المدينة) أو يلحق بثغر من ثغور المسلمين حتى يتوفاه الله. (رواه ابن جرير من طريق حسن) . فقالوا: لا، إلا على حكم عبيد الله بن زياد. فلما سمع الحر بن يزيد ذلك (وهو أحد قادة ابن زياد) قال : ألا تقبلوا من هؤلاء ما يعرضون عليكم ؟والله لو سألكم هذا الترك والديلم ما حلَّ لكم أن تردوه. فأبوا إلا على حكم ابن زياد. فصرف الحر وجه فرسه، وانطلق إلى الحسين وأصحابه، فظنوا أنه إنما جاء ليقاتلهم، فلما دنا منهم قلب ترسه وسلّم عليهم، ثم كرّ على أصحاب ابن زياد فقاتلهم، فقتل منهم رجلين ثم قتل رحمة الله عليه (ابن جرير بسند حسن).
المعركه..
و بكل تأكيد لم تكن المعركة متكافئه فمن كان مع الحسين اقل عددا وقتلوا جميعا و لم يبقى مع الحسين احد و كان يحارب مثل الأسود كان رجال جيش الكوفى يخشون قتل الحسين حتى لا يبتلى بدمه …
حتى قتله رجل يدعى شمر بن ذي الجوشن فرمى الحسين برمحه فأسقطه أرضا ،وقيل هو من قطع رأسه و قيل سنان بن أنس النخعي ولكن لا احد يعلم علم يقين من فعلها.
اما عن موقف يزيد بن معاويه حين علم بالأمر حزن حزن شديد ،ولم يهن نساء بنى هاشم كما قيل بل أحترمهم و اكرمهم و أعادهم الى بيوتهم،وكذب من قال ان يزيد بن معاويه اتخذ نساء بنى هاشم رهائن.