كتبت: سارة المتجلي
اتشحت ربوع مصر بالسواد حدادًا على “مثلث الرحمات ” حينما أعلن الأنبا بيشوي سكرتير المجمع المقدس يوم السبت 17 مارس 2012 وفاة البابا شنودة الثالث عن عمر يناهز 89 عاما، قائلا: “المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية يودع لأحضان القديسين معلم الأجيال قداسة البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، نياحًا لروحه والعزاء للجميع”.
عندما مات البابا كيرلس في الثلاثاء 9 مارس 1971 أجريت انتخابات البابا الجديد في الأربعاء 13 أكتوبر أعقبها حفل تتويج البابا شنودة للجلوس على كرسي البابوية في الكاتدرائية المرقسية الكبرى بالقاهرة في 14 نوفمبر 1971 وبذلك أصبح البابا رقم 117 في تاريخ البطاركة.
في عهده تمت سيامة أكثر من 100 أسقف و أكثر من 400 كاهن وعدد غير محدود من الشمامسة في القاهرة والإسكندرية وكنائس المهجر، و كان أول بطريرك يقوم بإنشاء العديد من الأديرة القبطية خارج مصر وأعاد تعمير عدد كبير من الأديرة التي اندثرت.
اتسمت وصايا قداسة البابا بالوطنية حيث كان حريصًا على المشاركة فى كافة المناسبات الوطنية ومنها قيامه بزيارة “الجبهة” عدة مرات قبل حرب أكتوبر 1973، كما قام بتوفير الأدوية أثناء الحرب والمساعدات الإنسانية بالإضافة إلي تعضيد القضية فلسطين وأصدر أول كتاب عام 1976 بعنوان “إسرائيل ليست شعب الله المختار” رافضًا خلاله التطبيع مع إسرائيل، وأصدر بيانه الشهير بتحريم شعب الكنيسة من زيارة القدس كنوع من الاحتجاج ضد اسرائيل ، و عندما ذهب الى لبنان أعلن حزب الله بأن قداسته هو ” بابا العرب” وألقيت الخطب في تكريمه لمواقفه الوطنية.
كما عرف عن البابا شنودة أنه “ابن نكته ” ويفضل المزاح والضحك خاصة مع رجال الدين وعنهم، وكان أبرزها اللقاء الذي جمع الإمام محمد سيد طنطاوى، شيخ الجامع الأزهر السابق والبابا شنوده، وكان التليفون المحمول الخاص بشيخ الآزهر يرن كثيرًا وهو واضعه على المنضدة فرد البابا عليه: “مشغول..عندي اجتماع “، فسأله الشيخ طنطاوي يا قداسة البابا أليست المكالمة لي؟، فرد البابا شنودة “يا فضيلة الشيخ التليفون الآن بيضرب جرس.. لما يأذن رد أنت”.