فى اجتماع فيينا الأخير لبحث الأزمة السورية ، وجه وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى اتهامات للرئيس السوري بشار الأسد بأنه المسئول عن صنع داعش وتمدده.
وقال كيري في تصريحات على هامش الاجتماعات: “ثمة أدلة على أن الأسد نسق مع عناصر داعش، واستعملهم كأدوات لإضعاف المعارضة.. لم يسيطر أبداً على مواقعهم وممتلكاتهم التي كانت واضحة ومعروفة.. لذا، نحن لا نثق بما إذا كان الأسد قادراً أو لديه النية في السيطرة على داعش”.
ومن جهة بريطانيا، قال مارك جرانت، سفير بريطانيا في الأمم المتحدة، إن تنظيم داعش في العراق والشام هو وحش صنعه فرانكنشتين الأسد.
وقال جرانت في مقابلة مع CNN: “هناك دلائل عديدة لتواطئ تنظيم داعش في النظام السوري.. النظام السوري كان سعيدا وهو يرى تنامي قوة داعش في سوريا وقيامها بمهاجمة المعارضة المعتدلة.”
الادعاءات الأمريكية والبريطانية تجاه بشار الأسد، تعيدنا لأكاذيبهما قبيل غزو العراق عندما روجا رواية امتلاك صدام حسين لأسلحة دمار شامل وهو ما لم يجدوه بعد ذلك.
في مارس 2002، خاطب توني بلير، رئيس الوزراء البريطاني، مجلس العموم قائلا: “العراق يخرق بوضوح قرارات مجلس الأمن المتعلقة بتكديس أسلحة دمار شامل، وعلينا التعامل مع هذا الخرق”.
وفي مقابلة له مع محطة “NBC” الأمريكية في 4 أبريل 2002 قال بلير: “نعلم أن لدى العراق مخزونات كبيرة من الأسلحة الكيميائية والبيولوجية.. إنه يحاول الحصول على قدرات نووية وعلى صواريخ بالستية بعيدة المدى”.
وفي 11 مارس 2002 عقد بلير مؤتمرا صحفيا مع نائب الرئيس الأمريكي، ديك تشيني، كان فيه أكثر تشددا من بوش حين أعلن بثقة: “هناك خطر من صدام ومما لديه من أسلحة دمار شامل، وهذا أمر لا ريب فيه”.
من جانبه قال بوش في 11 مارس 2002: “يجب ألا يسمح لرجال لا يحترمون الحياة بالسيطرة على أدوات الموت الأشد تأثيرا”، وقال نائبه، تشيني، في اليوم ذاته: “لن تسمح الولايات المتحدة لقوى الإرهاب بحيازة أدوات الإبادة الجماعية”.
وفي 13 مايو 2002 وصف بوش، صدام حسين لمجلة “تايم” قائلا: “إنه رجل خطر يملك أخطر سلاح في العالم، ومن واجب الدول المحبة للحرية تحميله المسؤولية، وهو بالضبط ما ستفعله الولايات المتحدة”.
وفي 2003 دخلت القوات الأمريكية بغداد واحتلت العراق لعدة سنوات دون العثور على أسلحة دمار شامل كما ادعت، وهو ما أكدته العديد من التقارير والتحليلات لكتاب وسياسيين غرب.