استيقظت متأخرة عن ميعاد مدرستي وكنت أنام بجانبها في ذلك اليوم توجهت إليها بعينان شبه مغلقتان وبكفي الصغير راودت كتفها لأنبهها بأنني تأخرت عن طابور المدرسة ولكنها كانت في سبات عميق وهتف لي هاتف حينها يخبرني بالحرف الواحد”هي ماتت ولا إيه” ! ، فذهبت إلى والدي في غرفتنا لأعلمه أنني تأخرت عن المدرسة حتى يحضر لي الأكل ويوُصلني إلى المدرسة بدلا منها ورد عليا وهو غير معتنيا وينظر إلى عقارب الساعة “روحي صحي ماما علشان تعملك السندوتشات” وكان ردي “بصحيها مش بترد عليا” انتبه إلي وأخذ بيدي لنوقظها معا ولكنها كانت ساكنة بوجه صافي لاترد ! هلع والدي وأخذ يستنجد بجيراننا بعد أن خيمت علينا قلة الحيلة بأن تستجب لنا ومع تزايد عدد البشر داخل منزلنا وتزايد الاحتمالات منهم من يقول “ربما إغماءه” ومنهم من كان صامت تركناها معهم وجرينا إلى المستشفى لنحضر الطبيب كنت أتصور حينها بأنني كلما كانت خطوتي مسرعة بجانب خطوة “بابا” سوف نستطيع أن نوقظها من نومها وبالفعل أحضرنا طبيب بسرعة وتوجه إلى عيناها وفتحهما ليجد تجمعات دموية بداخلهم وفي محاولة منه أخذ يضغط على صدرها بقوة ولكنها أيضا لم تستجب حتى قال” البقاء لله ياجماعه” . ذهبت صاحبة ال38 عاما وتركتنا لوالدي صاحب العمر المماثل كان صراخ “أماني” أختي صاحبة ال17 يوما لم ينقطع كنت أدرك حينها بأنني لن أراها مرة أخرى ولكني كنت أكذب نفسي ربما تعود مرة أخرى، فهي تحبنا ولا تستطيع العيش دوننا . عام بعد عام وكل عام أقسم لكي إن عدتي بأن أهتم بدروسي كما كنتي توبخينا من أجله ، أقسم لكي بألا أفارقكي ثانية ، تذكرين كيف كنتي تهتمي بينا ؟! هل تذكرين حينما كنت أبكي عليكي حينما تتركيني في المدرسة ؟! هل كنتي تعلمين حينها أنك لن تريني في سن أكبر من 7 أعوام ولن تري أماني أكثر من 17 يوم وعمرو أكثر من 12 عام ؟! أظن بأنك كنتي تشعرين . 15 عاما مضو ولم تأتين لي في المنام سوى مرة واحدة ، 15 عاما مضو وكأنهم 15 ثانية . مشيتي بدري يامها .