لو رأيته عابرا فى الشارع بشعره المنكوش وهيئته الفوضوية، ربما تفر منه، فهو يبدو أشعث أغبر، لكنه يعلمنا درسا جديدا فى الإرادة والتحدي كل يوم”.
إنه “دييجو سيميوني” مدرب الكرة الأرجنتيني الشاب الذى تسلم فريق أتليتكو مدريد الإسبانى “المثقل بالديون” و”خيبات الأمل”، وفى أقل من عامين قاده للفوز ببطولة كأس الملك، والدوري الأوروبى” والسوبر الأوروبى، والآن قاب قوسين أو أدنى من حصد بطولة الليجا، والمربع الذهبي لدوري أبطال أوروبا.
لكن ما الذى فعله “سيميونى”، كل ما فعله هذا السيميونى المولود فى 28 أبريل عام 1970، أنه نجح فى”زرع” ” أمل التفوق” فى نفوس لاعبيه، لم يكتف بمجرد “النجاح”، ودعم هذا الأمل بحشد طاقات اللاعبين لخوض كل المباريات بإرادة وروح “المحاربين الشجعان”، وقبل ذلك بالطبع امتلك أدواته كمدرب ذكى يجيد قراءة الفريق الخصم..
تخيلوا هذا فقط كل ما تحتاجه مصر” الكبيرة بإمكاناتها ومواردها المادية والبشرية، من الرئيس القادم! اعتقد أن كل غيور على وطنه، لايهمه شخص الفائز بمنصب رئاسة الجمهورية، بقدر ماذا سيقدم هذا او ذاك من برامج قابلة للتنفيذ، تحل أو “تحلحل” بعض مشاكلنا وأزماتنا، التى تسببت فى “ثورتين شعبيتين”، ثم تعظم من موارد البلد وتنميها فى المستقبل القريب.
أنا شخصيا لا يعنيني من يفوز سواء كان عبدالفتاح السيسى أو حمدين صباحى أو غيرهما، من مرشحين محتملين، كما أن غالبية الشعب لايهمها كثيرا شخص الرئيس القادم، كل ما يريد ان يعرفه المصريون بلهفة هو “ماذا سيفعل الرئيس الجديد فى المشكلات والأزمات القديمة”، ماذا سيفعل ليغلق ماسورة الإرهاب التى ترعاه جماعة الإخوان وأخواتها فى الداخل والخارج، وكيف سيحل معضلة البطالة المتفاقمة، ويلجم غول الأسعار فى ظل نظام رأسمالي لايرحم، وهل سيضع حدا لمسلسل انقطاع الكهرباء المستمر منذ عهد مرسى، وهل سيشعر المواطن بعودة الأمن المفقود؟
أسئلة كثيرة ومتجددة، أرى أنا موارد مصر البشرية والمادية كفيلة بتقديم إجابات وافية عليها على المدى المتوسط والبعيد، بشرط أن يصل إلى قصر الاتحادية رجل مثل”سيميونى”، لديه إرادة حديدية لاتلين، وعقل منفتح، وبساطة تمكنه من توظيف طاقات شعبه” اللاعب الرئيسي” فى حسم معركة انتشال مصر من عصر الانكسارات، إلى مرحلة الانتصار..
البديل الوحيد لـ “سيميونى”، موجات متتالية من العنف والفوضى وانهيار ماتبقى من الدولة.