هل تعلم اين تقع الجزائر؟
هل تعلم أى معلومة عن الجزائر؟
ماذا شاهدت فى حياتك عن الجزائر غير فيلم “جميلة بوحريد” الذي بدل فيه يوسف شاهين اسم المناضلة الجزائرية العظيمة “جميلة بوحيرد” بسبب خطأ فى قراءة الإسم؟؟.
ورغم أنك لا تعرف عن الجزائر سوى تعصبك الأعمى، وسفالتك التى حشوت بها صفحتك الفيسبوكية وقت مباراة “أم درمان”، إلا أنك الآن تفتح مرة أخرى مخزون غباءك الغير عادي، لتناقش ما حدث فى انتخابات الجزائر، وتسب في الشعب الذي اختار الرئيس “المقعد”.
عزيزي الناشط الفيسبوكى اعذرنى لو بلغتك انك “جاهل”، وأنك لو عندك فواصل بين لقاءاتك التليفزيونية ومعاركك على مواقع التواصل الاجتماعي، كان من الممكن أن تقرأ عن الوضع الجزائري، وأن تفهم لماذا اختار الجزائريون بوتفليقة عن اقتناع تام، ولما لم يحظ منافسه على بن فليس بأصوات تذكر.
منذ بدأت الثورات العربية فى تونس ثم مصر وما تبعها من تآمر أمريكى صهيوني قطري، لتحويل تلك الهبات الثورية إلى مفتاح لتأسيس إمارات ودويلات صغيرة فى المنطقة، تأتمر من الوسيط التركي قطري، لم تكن قد ظهرت تلك التفاصيل فى فبراير 2011 أمام الشباب العربي، ولكن الشباب الجزائري الذي خرج فى مظاهرة محاولاً تقليد ما سُمى بالربيع العربي، والذي وجد أمامه فى المسيرة “على بلحاج”، المسؤول العسكري لتنظيم “جبهة الإنقاذ الاسلامي”، الذي حاول تدمير الجزائر، وتسبب فيما يسميه الجزائريون “العشرية السوداء”، وما يسميه المجتمع الغربي “سنوات الرصاص”، والتى أنهاها بوتفليقة باتفاقه التاريخى مع التنظيم، والذي ساهم بقدر كبير فى إعادة الهدوء للجزائر بعد ما يقارب من ربع مليون شهيد فى 10 أعوام.
انتفضت الجزائر فى 5 أكتوبر 1989 من أفقر مناطق العاصمة الجزائرية فى “باب الواد” ولم يكن يتخيل المواطن الجزائري أن ثورته قد تأتي بمن يقتلوه ويساهمون فى إفقاره وتعذيبه وتدمير منظم لكل إمكانيات ذلك البلد الجميل، وتشويه التركيبة المجتمعية، وطرح النزاعات الإثنية بين العرب والأمازيغ، وعندما شاهد الشباب “على بلحاج” داخل مظاهرتهم، انسحبوا فوراً وتركوا له الميدان مع عدد بسيط من أنصاره ذوى العقل الوهابي والجلباب القصير والذقن التى تذكرك بصورة الساحرات الشريرات فى أفلام الكرتون الأميركية.
ورغم اعتراض هؤلاء الشباب على الفترة الرابعة لـ “بوتفليقة” ومعهم عدد من رموز المجتمع الجزائري من مثقفين وإعلاميين وفنانين، وأسسوا حركة “بركات” وهى تعني “كفاية”، ونظموا بالفعل عدة مسيرات قمع الأمن أولها، وقمع ظهور الاسلاميين مضمونها، فبعد أن قامت الحركة بعمل مظاهرة كبيرة قابلها الأمن ببعض العنف، نظموا مسيرات أخري، ظهر خلالها بعض هؤلاء المتأسلمين، فما كان من بعض هؤلاء الشباب إلا تجميد نشاطه تماماً، فلن يقبلوا أن يرقص الوهابيون على جثث الجزائريين مرة أخري، وانتهت حركة “بركات” تماما مع ارتفاع الصوت المتأسلم مرة أخري وإعلانهم دعم “بن فليس” رغم أنه كان أحد أركان نظام بوتفليقة ورئيس وزراءه لعدة سنوات.
الجزائر يا سادة ليست بحاجة لرئيس يوقع أوراقه على كرسي متحرك، ولكنها أيضاً ليست بحاجة إلى متأسلمين يريدون النيل من النظام الحالي، الذي يدعم وبكل قوة الجيش العربي السوري فى حربه مع المرتزقة، ويفتحون بذلك النار على بوتفليقة ونظامه من خلال صحيفة وتليفزيون الشروق، والتى نعلم جيداً دورها فى الأزمة المصرية الجزائرية بسبب مباراة كرة قدم، ونعلم كذلك علاقة ممولها المشبوهة بقطر والكيان الصهيوني، ودوره المشبوه فى الانتخابات الجزائرية معروف لدى كل المتابعين.
الجزائر يا سادة بحاجة لأبنائها، فهم الوحيدون الذين لهم حق اتخاذ قرارهم، ونشطاء السبوبة لدينا لن يحصلون على دفعة إضافية من مموليهم، مقابل تشويههم فى الشعب الجزائري، والسخرية من الشعب الذي اختار رئيس مقعد، رغم ان معظم هؤلاء النشطاء اختاروا رئيس مختل عقلياَ، يعمل لدى تنظيم استخباراتي، كانوا يهاجمونه منذ انتخابات برلمان 2011 فى مصر، ومع ذلك كان لهم شرف حضور اجتماع “الفيرمونت” الذي أتاح لهم الفرصة لتأييد مرسي فى العلن.
عزيزي الناشط الفيس بوكي .. ارجوك خليك فى حالك