إعداد – محمد علي حسن
يأتى الإهتمام الإسرائيلي بالثورة السورية للقرب الجغرافي بين البلدين و هضبة الجولان التى تعد عامل مشترك بينهما و الحديث عنها تارة بالإسترجاع السوري لها و تارة أخرى من التخوف الإسرائيلي بأن تؤدى الثورة السورية فى أحد مراحلها لإنهيار وقف إطلاق النار بين البلدين خاصة و أن إسرائيل تؤمن بأهمية الدور السوري المؤثر فى منطقة الشرق الأوسط و عليها حيث أن هناك قلق من الجانب الإسرائيلي بصورة دائمة بسبب المخزون الهائل للأسلحة الكيماوية السورية التى تخشى إسرائيل من أن الثورة السورية تتسبب فى توجيه تلك الأسلحة نحوها من خلال تسريبها إلى حزب الله اللبناني أو لحركة حماس الفلسطينية.
المعارضة السورية و رؤيتها للدور الإسرائيلي فى سوريا
يقول قحطان صليبي ,رئيس حركة المستقبل المعارضة للنظام السوري, هناك إمكانية للتدخل العسكري من قبل إسرائيل فى سوريا و هذه رسالة يحاول النظام السوري دائما بقيادة بشار الأسد نشرها لتشويه صورة المعارضة السورية بعد تصدير المعارضة فكرة تدخل قوات حلف شمال الأطلسي “الناتو” لفض رحى الحرب الدائرة فى سوريا.
و يشير صليبي إلى أن إسرائيل تخشى من إحكام الإسلاميين قبضتهم على الأسلحة الكيماوية فى سوريا أو نقل شحنات من تلك الأسلحة إلى إيران أو حزب الله اللبناني ففي كلتا الحالتين ستحظى إسرائيل بضربة كيماوية من قبل أحدهما.
وأكد صليبي على عدم وجود تناسق سياسي بين قوى المعارضة السورية الغير متفقة كما أن الشعب السوري لديه مطالب تكاد بعيدة عن بعض قوى المعارضة مما جعل الوضع فى سوريا صعب جدا.
إسرائيل الرابح الأكبر من الوضع المتأزم فى سوريا
يقول اللواء عبدالمنعم كاطو، الخبير الإستراتيجي، أن الموقف في سوريا متأزم للغاية، وقد يؤدى إلى حرب أهلية حيث أن الجيش النظامي السوري يقتل الثوار الذين يعتبرون أنفسهم قاموا بالثورة لتحرير سوريا من حكم بشار الأسد، معللا ذلك بقوله:” هناك مجموعات تحارب بإسم الشعب السوري وهي بعيدة تماما عن الشعب كما أن بشار الأسد مستعد للتضحية بأي شئ من أجل الحكم”.
ويضيف أن هناك دور بارز للتحالفات التي تدعم النظام السوري ممثلة في إيران وحزب الله اللذان يساعدان “الأسد” في قمع الثورة السورية وعلى الجانب الآخر فهناك مساعدات للجيش السوري الحر من السعودية وقطر وبهذا أصبحت سوريا دولة تنتحر بنفسها، والولايات المتحدة الأمريكية لا تريد إلا التصادم بين الجيش والثوار، وهو ما يؤدي إلى إنهيار الكيان السوري.
أما فيما يتعلق بالتدخل الإسرائيلي فى سوريا يؤكد “كاطو”: “إسرائيل هي الفائز الأول والأوحد من نزيف الدم السوري حيث أنها لا تريد الإستقرار فى المنطقة، كما أنه غير مستبعد انها تقوم بتمويل الجيش السوري الحر سراً، وهناك إحتمال كبير من تحالف خفي بين إسرائيل مع السعودية وقطر فالتحالفات المستحيلة ممكنة وفقا للمصالح”.
المخاوف الإسرائيلية من الثورة السورية
أجمعت مراكز الأبحاث و الدراسات الإسرائيلية على أن الثورة السورية تمثل مخاطر على إسرائيل حيث أن المسؤولين فى إسرائيل يرون أن النظام السورى بقيادة بشار الأسد يقدم على إفتعال أزمة حقيقية مع إسرائيل عن طريق نقل الوضع المتوتر من الساحة السورية إلى الساحة الإسرائيلية بعدة طرق أبرزها إقدام حركة حماس على إشعال الوضع فى قطاع غزة لتحويل الإنتباة السوري و الإيراني ضد إسرائيل و كانت هذه رؤية خاصة للجنرال المتقاعد عوديد تيرا ,عضو مجلس الأمن الإسرائيلي, الذى رأى أن حركة حماس معنية بتحالفها السورى الإيراني أكثر من حرية الشعب السوري بالإضافة إلى إمكانية إنتقال الأسلحة الكيماوية السورية إلى حزب الله أو حماس مع وجود إحتمالية لحدوث توتر على الحدود السورية الإسرائيلية فى حالة إنهيار النظام السوري و هذا ما يحدث بالفعل حيث هاجمت الطائرات الحربية الإسرائيلية مركز للبحث العلمي فى سوريا و نشرت إسرائيل بطارية ثالثة من نظام “القبة الحديدية” المضاد للصواريخ في المناطق المتاخمة للحدود مع سورية ولبنان و يأتى هذا بالتزامن مع تصعيد اللهجة الإسرائيلية باللجوء إلى عمل عسكري مباغت يمنع وقوع أسلحة سورية الكيماوية بيد المنظمات المسلحة.
السيناريوهات الإسرائيلية المتوقعة للثورة السورية
مما لا شك فيه أن الثورة السورية تمر بمتغيرات طوال الوقت حيث أنها لا تخضع لثوابت حقيقية فالثورة بدأت شعبية و تحولت إلى محاولة إنقلاب عسكرى من قبل قوات الأسد النظامية و لكنها أستقرت على حالة الحرب الأهلية حتى الوقت الراهن.
و بالنسبة للسيناريوهات التى رسمتها إسرائيل للثورة السورية كانت أبرزها تلك التى تناولتها دراسة أعدها مركز أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي و الذى وضع عدة سيناريوهات للثورة السورية .
السيناريو الأول :
سقوط نظام الأشد والنظام الحكومي وبنية الدولة تتفكك لكيانات مستقلة وحرب أهلية طويلة الأمد بين الطوائف فى سوريا و حدوث تطهير عرقي و إفتعال عملية نزوح السكان لمناطق تجمعاتهم العرقية مع حصول بعض التجمعات على مميزات حسب التعداد أو التأثير.
السيناريو الثاني :
سيطرة جزئية لنظام بشار على محور طولي يشمل مدن (حلب ودمشق وحمص) بالإضافة إلى القطاع الساحلي وفقدان السيطرة على باقي أجزاء سوريا التي ستظل تعمل كدولة بشكل جزئي فى هذا التوقيت بالتحديد.
السيناريو الثالث :
بروز نظام دولة مختلفة داخل الدولة السورية فحينها ستوجد حكومة مختلفة تقودها قوى المعارضة متحدة قي عملها لتحقيق الاستقرار وخلق توازن بين مختلف المجموعات العرقية و الفكرية.
السيناريو الرابع :
الفوضى تسود و نظام الأسد يسقط مع عدم وجود حكومة مركزية فاعلة لتصبح سوريا ساحة معركة طاحنة لقوى التطرف بدعم من الأطراف الفاعلة في الخارج الذين يتنافسون للسيطرة على سوريا كل على طريقته الخاصة مثل إيران والسعودية ودول الخليج وتركيا والأكراد وروسيا والولايات المتحدة الأمريكية و تصبح سوريا مركز لجذب القوى المتطرفة من الخارج وتتطور الحرب تدريجيا فى الأراضى السورية.
السيناريو الخامس :
حدوث تحول دراماتيكي في مسار الأحداث يعقبه عمليه عسكرية خارجية تطيح بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وتبدأ عملية طويلة بعدها لإنشاء نظام جديد وعملية مصالحة وإصلاحات ديمقراطية مقسمة إلى عدة مراحل فى سوريا .
و تشير الدراسة إلى أن الحكومة و أجهزة الأمن الإسرائيلية تراقب التطورات الحادثة في سوريا دون أى تدخل حتى الأن وتفضل ترقب الموقف والتخطيط بهدوء لأسوء السيناريوهات الممكن حدوثها فحتى وقت قريب كان من المريح لإسرائيل أن تقبل بوجود نظام الرئيس بشار الأسد وهو في حالة ضعف و وهن وهو الأمر الذي يقوض محور إيران المقلق بالنسبة لإسرائيل و على الرغم من ذلك فإن التغيرات على الساحة تفرض على إسرائيل التعامل بمرونة مع الإحتمالات مع فرض وصول الأسلحة الكيماوية السورية لحزب الله.
داعش وجبهة النصرة
حققت “جبهة النصرة” و”دولة العراق والشام الإسلامية” مكاسب ميدانية كبيرة خلال الأشهر الماضية، على حساب الجيش الحر المكون من مقاتلين معتدلين، ويقول براين فيشمن، المحلل لدى “مجلة مركز مكافحة الإرهاب” إن القاعدة في سوريا أخطر منها في العراق بسبب سيطرتها على مناطق واسعة وتوازن القوى في المنطقة، ما قد يفتح الباب أمام ظهور جيل جديد من “الجهاديين.”
وبحسب فيشمن فإن لدى القاعدة في سوريا أكثر من 12 ألف مقاتل، وتضم “داعش” العدد الأكبر من المقاتلين الأجانب، بينهم قرابة 900 أوروبي يتلقى عدد كبير منهم حاليا دورات متقدمة في استخدام السلاح والمتفجرات، ولم يعد دورهم يقتصر على تنفيذ أعمال انتحارية، وإنما امتد ليشمل مهام أخرى ميدانية وقيادية.
وسبق لداعش أن عرضت تسجيلا مصورا يُظهر الدور الكبير للمقاتلين الأجانب من الشيشان وكوسوفو والدول العربية والأوربية، كما عرضت قبل أيام صورة لمراهق يحمل الجنسية الفرنسية قتل خلال مواجهات مع القوات السورية الحكومية.
ويرى مراقبون أن الطفرة الجديدة في عدد “الجهاديين” لا تزعج الرئيس بشار الأسد الذي يقول منذ بداية الأزمة في بلاده إنه يواجه تنظيمات متشددة، كما أن المواجهات بين الإسلاميين والمقاتلين الأكراد في شمال سوريا تصب في صالح النظام، ويدل على ذلك واقع أن الكتيبة المعارضة التي كانت تسيطر على أطمة قبل دخول “داعش” إليها، وهي “صقور الشام” أمضت الأشهر الماضية تصارع كتائب معارضة أخرى، ما أضعف قدرتها بمواجهة المتشددين.
ويخشى فيشرمن من أن يدفع التقدم الميداني للقوى الإسلامية في سوريا نحو عودة الصراع المذهبي الدموي في المنطقة بعدما نجحت جهود إخماده في العراق، مضيفا أن بعض الفصائل الإسلامية حظيت بدعم دول متحالفة مع أمريكا، على رأسها تركيا وقطر..
واللافت أن تنظيم “داعش” لديه من الثقة بنفسه ما سمح له بعدم إخفاء معارضته لأوامر زعيم تنظيم القاعدة الدولي، أيمن الظواهري، الذي رفض قيام تنظيم واحد في العراق وسوريا.
ويشير فيشرمن إلى وجود اختلاف في الرؤى بين “داعش” و”جبهة النصرة” رغم تعاونهما الميداني، إذ تمثل “النصرة” ما وصفه المحلل الأمريكي بـ”النموذج الأحدث لفروع القاعدة التي تميل إلى المزج بين الأهداف الدينية والدعوات الوطنية” بينما تمثل “داعش” الوريث التقليدي لما كان يمثله قياديون مثل “أبومصعب الزرقاوي”، مضيفا أن “النصرة” تحالفت مع تشكيلات أخرى لتقوية نفسها بمواجهة “داعش” لأنها تريد تحقيق انتصار في سوريا، بينما تبحث “دولة العراق والشام الإسلامية” عن تحقيق “انتصار عالمي.”
مخيمات فى سوريا تحت التهديد
خان الشيخ : أُقيم مخيم خان الشيخ في العاصمة دمشق عام 1948، وعدد مساكنه حوالي 758 مسكناً، وعدد السكان حوالي 12,619 نسمة، حسب إحصاءات 1995 وحوالي 15352 نسمة، حسب إحصاءات 1999.
حمص: أقيم مخيم حمص، في عام 1949، في منطقة حلب، ولم يعثر على عدد المساكن، التي يسكنها الفلسطينيون، ويبلغ عدد السكان 11,331 نسمة، قفز، حسب إحصاءات 1999، إلى حوالي 13,349 نسمة.
النيرب: يعد مخيم النيرب أكبر مخيم رسمي في سوريا، ويقع على مسافة 13 كيلومترا شرق مدينة حلب قريبا من مطار حلب وأنشأ المخيم بين عامي 1948-1950 م .
وأقيم المخيم للاجئين من شمال فلسطين على مساحة 148000 متر مربع في الثكنات التي خلفتها قوات التحالف أثناء الحرب العالمية الثانية. ويسكن اللاجئون في الثكنات التي قاموا بتعديلها قدر استطاعتهم لتوفر لهم بعض الخصوصية ولتلبية الاحتياجات المتزايدة للأسر.
حماة : أُقيم مخيم حماة، في منطقة حلب، عام 1950، ولم يعثر على عدد المساكن الخاصة بالفلسطينيين، ويبلغ عدد السكان 5920 نسمة، حسب إحصاءات 1995، وحوالي 72203 نسمة، حسب إحصاءات 1999.
خان دنون: أُقيم مخيم خان دنون، عام 1950-1951، وبلغ عدد المساكن 500 مسكن، عند الإنشاء. وبلغ عدد 6014 نسمة، حسب إحصاءات 1995. و6973 نسمة، حسب إحصاءات 1999، ويقع في العاصمة، دمشق.
درعا : يقع في منطقة درعا، وقد أقيم عام 50-1951، ولم يعثر على عدد المساكن، ويبلغ عدد السكان 4177، حسب إحصاءات 1995، و5805 نسمة، حسب إحصاءات 1999.
درعا الطوارئ : أقيم مخيم درعا الطوارئ، عام 1967، ولم يعثر على عدد المساكن، التي أقيمت، أو المساحة التي أُقيمت عليها. ويبلغ عدد السكان 3445 نسمة حسب إحصاءات 1995، و5380 نسمة حسب إحصاءات 1999.
جرمانا : أُقيم مخيم جرمانا في العاصمة، دمشق، عام 67- 1968، وكان عدد المساكن 2,414 مسكناً، وبلغ عدد السكان حوالي 8879 نسمة، حسب إحصاءات 1995.
الست زينب: أُقيم في دمشق، عام 67-1968، وبلغ عدد المساكن 498 مسكناً، وعدد السكان 9245 نسمة، حسب إحصاءات 1995. و13066 نسمة، حسب إحصاءات 1999.
سبينة: أُقيم في دمشق، عام 1968، وبلغ عدد مساكنه 704 مساكن ضمت 7303 نسمة، حسب إحصاءات 1995، وحوالي 15857 نسمة، حسب إحصاءات 1999
اليرموك : أنشأ مخيم اليرموك عام 1957 على مساحة 2110000 متر مربع لتوفير الإقامة للاجئين من واضعي اليد وعلى الرغم من عدم الاعتراف به كمخيم، فان علامة الطريق تحمل اسم “مخيم اليرموك.”
عين التل : يقع مخيم عين التل على تل أخضر عميق على مسافة 13 كيلومترا شمالي شرق مدينة حلب بسوريا وأنشأ المخيم، الذي يعرف أيضا باسم “هندرات”، عام 1962 على مساحة 160000 متر مربع +ذذ
الموقف الإسرائيلي فى حالة نجاح الثورة السورية
من أهم المكاسب التى ستحظى بها إسرائيل فى حالة نجاح الثورة السورية , توجيه ضربة غير مباشرة لإيران عن طريق إنهيار النظام السوري الذى يعد الحليف الإيراني الأقوى فى المنطقة حيث أن إيران ستخسر أحد محاور الشر – حسب التصنيف الإسرائيلي – و فى هذه الحالة ستكون الفرصة سانحة لأعداء إيران فى لبنان لإضعاف حزب الله فى الجنوب مما يؤدى إلى نجاح إسرائيل فى إضعاف قوة حزب الله بدون أى تدخل منها.
وجهة نظر أخرى فى إسرائيل ترى أن أى نظام ديمقراطي يأتى بعد الأسد يؤدى إلى قطع العلاقة مع فصائل المقاومة الفلسطينية و حزب الله و إيران و يؤكد هذا رئيس شعبة الإستخبارات العسكرية الإسرائيلية “أمان” أن الثورة السورية طائفية و فى حالة إنهيار نظام الأسد الشيعي و تكوين نظام سني سيؤدى إلى إنتهاء التحالف مع إيران التى تتبع المذهب الشيعي بالإضافة إلى الهدوء الذى تشهده الجبهة الشمالية الإسرائيلية نظرا لإنشغال النظام الجديد بالأوضاع الداخلية لسوريا.
الموقف الإسرائيلي تجاة الأسلحة الكيماوية السورية
تعد الأسلحة الكيماوية الإسرائيلية الأزمة الأكبر أمام إسرائيل حيث أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يعطي الأولوية لهذه القضية التى من الممكن أن تؤثر سلبيا على إسرائيل فى أى وقت على العكس من الأسلحة النووية الإيرانية التى من المفترض أن لها جدول زمني محدد و الدليل على ذلك هو تكثيف نتنياهو مشاوراته مع الولايات المتحدة الأمريكية حول خطر وقوع الاسلحة الكيماوية السورية بأيدي المنظمات الإسلامية المتطرفة وتحديدا حزب الله فى الجنوب اللبناني و حسب مسئوولين إسرائيليين فإن الإدارة الأمريكية إسرائيل من تنفيذ أى هجوم على سوريا للسيطرة على مخزون الأسلحة الكيماوية الخاصة بها وأعدت خطة حربية تشارك فيها تركيا وبعض الدول العربية بدون مشاركة اسرائيلية لعملية قصف جوي وإحتلال للمواقع التي يوجد فيها خطر تسريب هذه الأسلحة.
و لكن الإدعاء الإسرائيلي بأن حزب الل الله اللبناني شيد قاعدة بجانب مخازن الاسلحة في سوريا مما يؤدى إلى رفع خطر نقل الصواريخ إلى الجنوب اللبناني و هذا ما جعل الطائرات التابعة لسلاح الجو الإسرائيلي بمهاجمة مركز أبحاث سوري زعمت أنه يجرى دراسات تؤكد على إستمرار إنتاج الأسلحة الكيماوية فى سوريا.
تأثير الثورة السورية على هضبة الجولان حسب الرؤية الإسرائيلية
كشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية أن النظام السوري و الحكومة الإسرائيلية أنهما كانتا بصدد توقيع إتفاق سلام شامل مقابل إنسحاب إسرائيل من هضبة الجولان السورية مع إقامة علاقات دبلوماسية طبيعية بين البلدين و لكن إندلاع الثورة السورية أدى إلى إعاقة الإتفاق و على الرغم من وجود مفاوضات غير مباشرة بالفعل كانت قد بدأت بين البلدين عام 2010 وبعد عامين ونصف من تولي بنيامين نتنياه، رئاسة الحكومة الإسرائيلية مشيرة إلى أن الفرق الجوهري في هذه المفاوضات عن سابقاتها هو التنازلات الكبرى التي قدمها نتنياهو للسوريين والتي تشمل الانسحاب الكامل من الجولان السوري المحتل و كان هناك مفارقة كبرى ألا و هي أن المفاوضات أجريت بسرية تامة ودون علم أجهزة الأمن الإسرائيلية كالموساد و الشاباك والعديد من الوزراء وكبار المسؤولين الإسرائيليين.
و على جانب آخر يؤكد المحللون السياسيين الإسرائيليون أن الإجماع القومي الصهيوني بشأن ضرورة الحفاظ على السيطرة الإسرائيلية في هضبة الجولان المحتلة أصبح يشمل معظم الرأي العام و تيار اليسار الإسرائيلي مما أدى إلى قيام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بدعم أعمال إنشاء الجدار الحدودي مع الحدود السورية وعليه فقد شرعت وزارة الدفاع في بناء جدار بطول 70 كيلومترا بمناطق حدودية مع سوريا لم تصنف في السابق بالخطرة حيث أن إنشاء جدار في الجولان يهدف من ناحية إسرائيل إلى تحقيق هدفين وهما تأكيد التمسك بالسيطرة العسكرية الإسرائيلية على هذه المنطقة وتوجيه رسالة ردع إلى سوريا في ضوء تصاعد مخاوف في إسرائيل من أن يقدم نظام دمشق على احتكاكات معها ترمي إلى صرف النظر عن أوضاعه الداخلية.
تضارب تصريحات المسئولين الإسرائيليين تجاة الوضع السوري
إعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن إسرائيل تواجه تحديا جديدا في سوريا لوجود قوى تابعة للجهاد العالمي أكثر عداء لإسرائيل في هذه الدولة مؤكدا أن النظام السوري يتفكك إلى قوى جديدة وعناصر أكثر تطرفا ضد إسرائيل تابعة للجهاد العالمي باتت تترسخ على الأرض كما حذر نتنياهو وزراءه من الإدلاء بتصريحات عن الوضع السوري مؤكدًا أنه كلما قلت التصريحات كان الوضع أفضل وكان هو نفسه قليل الكلام عن الموضوع مضيفا إن كل ما يقوله قد يستغل ليس ضده بل ضد أي عملية إصلاح حقيقي يريدها الناس في سوريا موضحا إن إسرائيل قلقة وتريد استمرار الهدوء على الحدود السورية الإسرائيلية.
كما صرح وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك أكثر من مرة أنه يتوقع سقوط النظام السوري ويفضله معتبرا إن سقوطه هو بركة لمنطقة الشرق الأوسط وتوقع سقوط النظام خلال أسابيع أو أشهر مؤكدًا أن سقوط نظام الأسد يشكل ضربةً قوية لإيران و حزب الله وعبر باراك عن بعض مخاوفه من التطورات في سوريا وذلك خلال مشاركته في جلسة للجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست قائلا :”قد تكون إسقاطات لما يحدث في سوريا على هضبة الجولان وربما مناطق أوسع وذلك بسبب فقدان السيطرة كما أن حالة عائلة الأسد آخذة في التدهور”.
و بالنسبة لوزير الخارجية الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان فلم يصدر عنه أي تصريح رسمي لكن هناك أخبار تسربت عن تدخله لدى روسيا لمنع تزويد سوريا بالمزيد من الأسلحة المتطورة خاصةً في الأوضاع الحالية التى تمر بها من ثورة.
و عن رئيس الأركان الإسرائيلي بيني جانتس فإنه إعتبر سقوط نظام الأسد مجرد مسألة وقت موضحا أن تحضر سوريا نفسها لإستيعاب من أسماهم لاجئين من الطائفة العلوية في حال سقوط النظام وتعرضهم للملاحقة.
أما الجنرال عموس جلعاد ,رئيس الطاقم السياسي الأمني في وزارة الدفاع الإسرائيلية, فقد وضع جلعاد سيناريو كارثيا بالنسبة إلى إسرائيل إذا سقط نظام الأسد في سوريا وهو قيام تحالف أنظمة إسلامية تريد القضاء على إسرائيل الدولة.
و عن الجنرال يائير جولان، قائد المنطقة الشمالية الإسرائيلية, فقد عبر عن تخوفه من سيناريو إنهيار النظام السوري وانتقال أسلحة متطورة إلى منظمات مسلحة وفي مقدمتها حزب الله اللبناني وقال إن الجيش سيضطر إلى تغيير الإستراتيجيات العسكرية بالنسبة إلى سوريا ولبنان والعلاقة بينهما لأن هناك تحولات مخيفة في سوريا.
إسرائيل والتخوفات من تشكيلات تنظيم القاعدة فى سوريا
حسب صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية أن تشكيلات تنظيم القاعدة في سوريا المتمثلة في “جبهة النصرة” والدولة الإسلامية في العراق والشام “داعش” بدأت تقترب من حدود إسرائيل الشمالية وأصبحت تشكل تهديدا حقيقيا يستوجب انتباه كبير من الجانب الإسرائيلي.
وتابع الموقع فى تقرير له أن أوضاع الجهاديين في سوريا والقريبين من هضبة الجولان تشكل خطرا أكبر كل يوم، مصدر عسكري قال إن أكثر من 30000 من الجهاديين يقاتلون في الحرب الأهلية السورية ويعتقد أن الاعداد تتزايد والخبرة القتالية لهم تزيد أيضا وهذا الأمر قد يجبر إسرائيل على إعادة النظر في الحياد في هذا النزاع.
وأضاف التقرير أن هناك زيادة حادة في عدد المقاتلين الجهاديين ضد الرئيس السوري بشار الأسد وهذا يهدد بنزوح عبر الحدود ودفع إسرائيل لإعادة تقييم سياستها بالحياد في الحرب الأهلية المجاورة.
ونقل الموقع عن مسئول عسكري إسرائيلي قوله الذى يفيد بأن أكثر من 30000من مقاتلي تنظيم القاعدة ينشطون في سوريا وهناك زيادة كبيرة في التقديرات الغربية السابقة بالنسبة لعددهم، مقدرا أنه قبل عامين فقط لم يكن هناك سوى حوالي 2000 من الجهاديين في سوريا لكن العدد اتسع إلى أكثر من 30000 بسبب دعم بعض الدول الخليجية للجماعات هناك لإسقاط حكم بشار الأسد ولكن بعد سقوط الاسد او أثناء سقوطه ستتحول هذه الجماعات أو الكثير منها إلى إسرائيل وحدود هضبة الجولان حيث تٌعتبر إسرائيل وفق عقائد المتطرفين الوجبة الدسمة لهم.
وعن بعض الهجمات تجاه إسرائيل المنطلقة من جنوب لبنان قال المسئول هناك محاولات كان آخرها إطلاق صواريخ ونيران صغيرة تجاه قوات إسرائيلية ومناطق مدنية كما أن الأمر مهم ولكن ليس خطير.
وأشار التقرير إلى أن إسرائيل المتاخمة لجنوب غرب سوريا تلاحظ قوة المعارضة سواء بالوسائل العادية أو غيرها فهي تعلم قوة هؤلاء الجهاديين خاصة بعد تقارير عن أسلوبها في استخدام الأسلحة الكيميائية وغيرها من الفظائع ضد المدنيين السوريين وغيرهم من داعمي الرئيس بشار الأسد وهذا يعد أمر مفزع أن يكون هؤلاء قرب الحدود الإسرائيلية.
ونقل الموقع عن أحد الضباط رفيعي المستوى بالجيش الإسرائيلي أن العديد من المناقشات تجري خلف الأبواب المغلقة حول إمكانية إعادة النظر في تلك الاستراتيجية تجاه الأوضاع السورية ومستقبلها على إسرائيل، موضحا أن الجماعات الجهادية تسيطر حاليا على كثير من المدن والأراضي السورية على الحدود مع إسرائيل مباشرة وعلى الرغم من أنه لم تطلق منها الصواريخ على الأراضي الإسرائيلية فهذا الأمر مزعج للغاية بالنسبة للقيادة الإسرائيلية.
وأوضح التقرير أن الجماعات المعارضة الأخرى التي تم تضمينها على أنها لا تتبع للجهاد العالمي بما في ذلك أحرار الشام وجيش الاسلام تتبع أيديولوجية ولا تكره إسرائيل كثيرا ولكنها لا تؤيد الدولة الاسرائيلية في نفس الوقت.