الرحيل لا يعنى النهاية .. فثمة أشخاص خالدون بعد الممات بإبداعهم وما تركوه لنا من ميراث فنى غنى وممتع ، شارلى شابلن من هؤلاء ، فمنذ عدة أسابيع أفرج ورثته عن رواية – لم تنشر له من قبل – تحت اسم أضواء المسرح كتبها فى عام ١٩٤٨ كأن مفاجآت شابلن للعالم لا تنتهى.
اللافت، أن حياة شابلن تحمل بين طياتها كثيرا من التجارب والمواقف الثرية التى لا يعرفها كثيرون، منها:
1 – الظهور الأول
فى ليلة باردة من عام 1894، وقفت شابة ضئيلة الحجم، فى العقد الثالث من عمرها، داخل مسرح الدرشوت بلندن ، أمام جمهور نصف مُغيب بفعل الخمر، تصارع الفشل، بعد أن خانها صوتها فى أثناء تأدية دورها فى مسرحية بدائية، وسط استهزاء الحضور بها.
هربت الممثلة الشابة نحو الكواليس لتواجه عاصفة غضب من مدير المسرح، الذى قرر الاستعانة بابنها الصغير ذى ال ٥ أعوام بدلا منها، لعدم وجود حلول أخرى.
دُفع بالطفل فجأة ليجد نفسه أمام جمهور متُحفز، لم يعبأ بالأمر وألهب المسرح بغنائه وحركاته المضحكة لتنهال عليه قطع النقود، معلنة نجاحه.
كان هذا الطفل هو شابلن فى ظهوره الأول أمام الجمهور.
2 – أعمال غير فنية
عاش شابلن فى طفولته حياة فقيرة جدًا، ترك المدرسة واضطر إلى البحث عن عمل.. فعمل بائعا للزهور، ثم صبيا فى محل بقالة، ثم صبيا فى عيادة طبية، وخادما فى منزل عائلة كبيرة، وبائعا للأدوات المكتبية، وعاملا فى مطبعة، وبائعا جائلا للملابس.
3 – ابتسامة القدر
بثياب ممزقة وحذاء تطل منه أصابع قدميه، كان شابلن يذهب لمتعهدى المسارح بشارع بدفور، ليعرض موهبته عليهم، باحثا عن أى فرصة للعمل، قبل أن يبتسم له القدر ويحصل على دور غلام فى مسرحية شارلوك هولمز .
خطوة تلو الأخرى، بدا واضحا أن الفتى موهوب، ليشاهده رجل فى أحد العروض بنيويورك، ويقول لو صرت من كبار رجال الأعمال سأتعاقد مع هذا الفتى .
كان الرجل هو ماك سينيت الذى أقام فى ما بعد شركة أفلام كيستون ، التى أنتجت لشابلن أول أفلامه السينمائية.
4 – شخصية الصعلوك
يقول شابلن عن شخصية الصعلوك التي ظهر بها فى فيلمه الأول : كنت أقوم بدور مخبر صحفى، وخطر ببالى أن أرتدى بنطلونا منتفخا وحذاء ضخما وعصا وقبعة، وأضفت إليها تقمصت الشخصية بعفوية فوجدت الاستوديو يضج بالضحك فقررت التزام تلك الشخصية من الآن فصاعدا.
5 – المليونير الشاب
نجاحات متتالية، بثت الثقة فى قلب الفنان الشاب، الصاعد بقوة فى عالم السينما الصامتة بأمريكا، ليصبح من أصحاب الملايين فى العشرينيات من عمره.
وكان يؤمن أن أى فيلم سيقدمه للجماهير، سينجح. مهما كانت فكرته : كل ما أحتاج إليه لصناعة كوميديا، متنزهّ وشرطى وفتاة جميلة .