كشفت حالة قصر الرئاسة فى مصر الجديدة المعروف باسم قصر الاتحادية عن استبعاد الرئيس المنتخب عبدالفتاح السيسى للقصر من حساباته فى المرحلة الحالية.
وقال أحد القائمين على إدارة قصر الاتحادية الذى أديرت منه شئون البلاد وشهدت أسواره اضطرابات سياسية متتالية عبر الأعوام التالية إنه لا يوجد حتى الآن ما يشير إلى أن القصر سيكون حتى ولو مقرا اداريا محدودا للرئيس الجديد.
وقال المصدر «لم نتلق تعليمات بالقيام بتجديدات ولا حتى للمكاتب الموجود.. قد يستخدم الرئيس القصر لبعض المقابلات الحكومية المحدودية فى مرحلة ما ولكن ليس فى المستقبل القريب للاسباب الامنية المعروفة».
وبحسب مصادر الشروق فإن الفريق الرئاسى استقر على استمرار سرية مكان إقامة الرئيس نظرا للمخاطر الأمنية غير العادية التى تهدده فى ظل حربه المعلنة على الإرهاب.
وقال مصدر أمنى «الموضوع واضح، أكيد انه سيقيم فى مكان يتولى تأمينه الحرس الجمهورى والشرطة العسكرية والقوات المسلحة، هو الآن رئيس البلاد والقائد الاعلى للقوات المسلحة، وتأمينه مسألة ليست محلا للتراخى لانه لا قدر الله لو اصابه مكروه فإن البلاد ستقع فى تخبط واسع ولا احد يعلم وقتها كيف ستخرج منه».
وأضاف المصدر أن «الرئيس سيقيم فى مكان جرى تجهيزه مقرا له ولاسرته، لأنه بالتأكيد لن يهجر اسرته حتى يكون رئيسا للجمهورية، وهذا المكان موجود داخل مكان واسع تابع لإحدى المؤسسات السيادية.. الكل يعرف انه مستهدف من جماعات مسلحة بدءا بتنظيم القاعدة وحتى الجماعات الاصغر المتحالفة مع الاخوان المسلمين».
خطة تأمين الرئيس ستكون ايضا، بحسب ذات المصدر، قابلة للتغيير «اذا ما اقتضى الامر ذلك.. كل الاجهزة المعنية تراقب وبشدة اية احتمالات لخرق تأمينه وسيتم التعامل مع اى من يتورط فى هذا الامر ولو بدون قصد بأقصى درجات الحسم لانه كما قلت الامر لا يتعلق فقط بمصير الرجل ولكنه يتعلق بمصير البلد باكمله واستقراره».
المقر السكنى جرى تجهيزه خلال الاسابيع الخمسة الماضية وقبل إجراء انتخابات الرئاسة بحسب ذات المصدر الذى فسر ذلك بالقول «إن مؤشرات الفوز كانت واضحة وهذا امر لا يختلف عليه احد». وشملت العملية إعداد مقر ادارى «لأن التأمين مسألة معقدة ولأنه لا يريد ان يعرقل حركة المرور، فسيكون له مقر ادارى ملحق بالمقر السكنى ليستقبل فيه المسئولين فى الدولة».
المكان الذى سيحكم منه السيسى ليس الشغل الشاغل الاكبر للرجل بحسب من يلتقونه ويتحدثون معه سواء بصورة متكررة او صورة متباعدة لانه، بحسب احد هؤلاء، «يشعر بثقة فى اجراءات تأمينه التى يشرف عليها (احد اقرب المقربين له) ولكن ما يشغل باله فعليا هو فريق العمل الذى سيتعاون معه سواء فى مؤسسة الرئاسة أو فى التشكيل الحكومى خاصة أن الرجل لا يريد مرور 6 أشهر من رئاسته قبل أن يشعر المواطنون بتغيير ما على الأرض.
«هذا هو اهتمامه الحقيقى، انه مهتم قطعا بتأمينه ولكن ما يشغله هو انه يريد لمن كان ضده قبل من كان معه ان يقولوا السيسى نجح والسيسى غير مصر والسيسى عمل ما لم يستطع غيره عمره.. دى طريقة تفكيره حسبما اراها على كل حال»، بحسب مصدر مقرب من الرئيس.
التفكير المبدئى للرئيس المنتخب يتجه نحو الاستعانة بعدد محدود جدا من المستشارين يتولون ملفات بعينها وهؤلاء فى الارجح سيكونوا من الشخصيات العامة المعروف عنها التخصص فى المجالات ذات الصلة وان يكون لديه فريق عمل واسع من المعاونين فى اطار سكرتارية الرئيس للمعلومات التى يبدو السفير ايهاب بدوى المتحدث باسم الرئيس المؤقت عدلى منصور ونجل الشهيد المشير أحمد بدوى من ابرز المرشحين للعمل كمشرف على هذا الفريق الذى سيشمل دبلوماسيين وأعضاء من أجهزة المخابرات وفنيين متخصصين فى مجالات سياسية واقتصادية.
فى الوقت نفسه، وبحسب قول احد المقربين من الرئاسة الجديدة فمن المرجح الإبقاء على ابراهيم محلب رئيسا للوزراء لمدة عام على الاقل لأن الرئيس لا يريد تغيير الحكومة بالكامل قبل الانتخابات البرلمانية لانه يريد الالتزام بمقتضيات الدستور التى تلزم الرئيس باختيار رئيس الحكومة بالتنسيق مع الاغلبية البرلمانية ولأنه ايضا يشعر بأن الحكومة الحالية، ومحلب على وجه الخصوص، لديهم القدرة على القيام بالمهمة المنوطة بها».