بعد عامين من الجهود التى بذلتها هيئة الثروة المعدنية برئاسة الجيولوجى عمر طعيمة، انتهت الهيئة من مراجعة جميع مصروفات البحث والاستغلال لشركة السكرى لمناجم الذهب، منذ صدور الاتفاقية بين الحكومة والشركة وحتى نهاية شهر يونيو.
يقع منجم السكرى بالصحراء الشرقية على بعد 30 كم، من مدينة مرسى علم، وهو منجم فرعونى قديم، وتدل الآثار على استغلال الفراعنة والرومان له، كما عمل الإنجليز على استغلاله، وكان المنجم الحكومى الوحيد حتى توقف الإنتاج به عام 1954 وتبلغ أبعاد الجبل نحو 3 كم طولا، بعرض 500م ومتوسط ارتفاع 285 مترا.
وقد سبق أن وقعت الهيئة مع الشركة الفرعونية لمناجم الذهب اتفاقية عام 1994، وتم الإعلان عن الكشف التجارى للذهب وتأسيس شركة العمليات تحت مسمى “شركة السكرى لمناجم الذهب”، وبدأت فى الإنتاج اعتباراً من مارس 2010، ويبلغ عمر المنجم 20 عامًا وهو ضعف متوسط أعمار المناجم فى أفريقيا وسيكون السكرى من أكبر 25 منجمًا فى العالم من حيث حجم الإنتاج، ويوجد فرص للنمو عن طريق عمليات الاستكشاف المستمرة.
ومن المتوقع أن تبلغ احتياطيات المنجم 15.7 مليون أوقية وهى من أكبر الاحتياطيات فى العالم حيث سيتم تعدين 1300 مليون طن على مدار عمر المنجم.
كما ستبدأ عملية اقتسام أرباح الإنتاج مع الدولة المصرية بدء من العام المالى الجارى، حيث تجرى الشركة والهيئة كشف استرداد كل 6 شهور وحتى نهاية يونيو الماضى وتم الاتفاق على توزيع الأرباح بدء من كشف استراد شهر يوليو وديسمبر.
ومن الصعب تحديد حصة مصر من الأرباح سنويا، لأن هناك عوامل تتحكم فى ذلك، وهى كمية الإنتاج وسعر الذهب، ولكن ستكون فى حدود 200 مليون دولار سنويًا حسب سعر الذهب عالميًا، علما بأن اقتسام الأرباح سيكون بعد مصاريف التشغيل “ومعرفة الكميات المنتجة وقيمة المبيعات”.
وتبلغ كميات الإنتاج المستهدفة من قبل الشركة 470 ألف أوقية خلال عام 2016 وسترتفع لـ 500 ألف أوقية فى عام 2017، فى حين يعمل بالمنجم حوالى 4500 عمالة مباشرة وغير مباشرة و1000 مورد و50 شركة مقاولات، كما تبلغ تكلفة مشروع منجم السكرى ما يقدر بحوالى 1.1 مليار دولار، وبلغت قيمة مبيعات الذهب منذ الانتاج 2.86 مليار دولار ليصبح الإجمالى بتكلفة المشروع 4 مليارات دولار.
ولقد سبق وأن سددت شركة السكرى لمناجم الذهب 81 مليون دولار إتاوة لهيئة الثروة المعدنية و28 ومليون 750 ألف دولار من تحت حساب الأرباح لترتفع إلى 35 مليون و420 ألف دولار بعد سداد الأسبوع الماضى 6 مليون و670 ألف دولار من الأرباح، كما سددت شركة السكرى 330 مليون جنيه ضرائب وتأمينات للدولة بمتوسط 4.5 مليون جنيه شهريا، وذلك منذ عام 2010 وحتى نهاية أغسطس الماضى.