كتبت – إسراء حسني
واحد مخصوص مع طحينة وطبق مخلل مشكل يا عم صبحي ، هذه هي الجملة الرسمية لزائري حواوشي “شلبي” ، محل الحواوشي الذي لا يعلمه سوى مواطنين وسط البلد الأصليين الذين يعلمونها شبرشبر وزقاق زقاق عن ظهر قلب . فأسس عم شلبي هذا المكان البسيط الذي لا تتعدى مساحته 3 ×3 متر في عام 1960 وقرر أن يصنع رغيف حواوشي تفوح رائحته لتصل لقلوب مرتدي وسط البلد منذ ذلك لتاريخ حتى الآن، بالطبع ليس كمقبلات الحواوشي التي يقدمها المنافسين ولكن الرغيف هناك له طعم خاص وشعور مختلف بالأصل .
فإذا قررت أن تدخل لتتناول رغيف حواوشي من “شلبي ” عليك قبلها معرفة طلبك جيدا فهل تريده سادة أم مخصوص ، هل تكتفي بأن يكون رغيف به لحمة أم لا بأس ببعض السجق والكفتة ومعهم نفحة من الموزريلا ، ولكن عليك أن تقرر بسرعة حتى يقوم عم صبحي بتجهيز الطلب قبل أن ينشغل مع زبون آخر .
من المؤكد أنك تتسائل من عم صبحي ؟ ، فلا تتعب نفسك بالسؤال كثيرا فعم صبحي هو كالحواوشي لا يجوز أن تتدخل ” شلبي ” دون أن تجده ، رجل ودع الأربعينات من فترة كبيرة أسمر وله كرش عملاق يعتقد الجميع أنه نتيجة لكثرة ما يتناوله من أرغفة الحواوشي المجانية ، له شعر مختلط بين الأبيض والأسود لا تفارق البسمة وجهه ولا يغيب الكلام المعسول عن لسانه ، يلف كالنحلة بين أرجاء المحل الصغير وبين الطاولات المفروشة خارجه فهو الشخص المسؤل عن كل شئ بداية من أخذ الطلبات من حتى حسابك على باب المحل .
عليك مراقبة عم صبحي جيدا عندما يغضبه أحد من الشباب الصغار الذين يعملون معه فيسب ويلعنهم ويتحول وجهه لدراكولا ولكن بمجرد أن تأتي عينه فعين أحد زبائنه يكون طفل صغير ويقول ” ايه يا جميل عايز كمالة ” لم أعرف يوما أن للحواوشي كمالة إلا عند عم “شلبي”