مضى شهر على بداية احتجاجات الطلاب في هونج كونج والتي بدأت في 28 سبتمبر 2014 ، للمطالبة بمزيد من الحرية والديمقراطية في اختيار القادة في هونج كونج ، ولتحقيق حلم اختيار الرئيس الذي يحكمهم .
إلا أن الاحتجاجات في المستعمرة البريطانية السابقة تحولت إلى حركة فنية حسب ما ذكرت”فرانس24″ ، حيث أقام المتظاهرون ورشة في الهواء الطلق وقد حولوا بشكل عفوي المكان الذي يعج عادة بالسيارات إلى معرض فني.
فبعد طردهم جزئيا من الأحياء التجارية في كوزواي باي ومونجكوك، يحتل المحتجون حوالى مساحة كيلومتر من طريق قرب مقر الحكومة في أدمير ، وقد جعلوا من هذا المعرض وسيلة للتعبير عن مطالب جيل كامل يرنو للديموقراطية.
ففي وسط المكان ينتصب “الرجل المظلة”، وهو عبارة عن منحوتة من ألواح الخشب يبلغ ارتفاعها أربعة أمتار تشير إلى المظلات التي يستعين بها المحتجون لحماية أنفسهم من أشعة الشمس والمطر ورذاذ التوابل الذي تطلقه الشرطة.
فبين الخيم المتعددة الألوان ومخزونات الغذاء ومواقع الإسعافات الأولية يعكف المحتجون على الرسم والتقطيع واللصق.
وتقول ميجان ماكجروجان مؤسسة “مجموعة الحفاظ على فنون حركة المظلات“ إن “الجميع هنا يمكن أن يرى وأن يشارك”.
وتسجل المظلات المصنوعة من الورق نجاحا كبيرا. وتغطى الجدران والأعمدة والحواجز بأوراق ترفرف في الهواء ورسوم وصور ونصوص.
ويشارك مئات الأشخاص في الورشة فيما يراقب حراس من الشباب مداخل الموقع تحسبا لمداهمات الشرطة خشية ازالة ورشتهم الفنية .
وتقول ميجان “مهمتهم تقوم على الاتصال بي في حال حدوث أي تحرك لاتمكن من تجنيد فرق الإنقاذ التي هي في حالة تأهب”.
والطابع السياسي للأعمال الفنية الاحتجاجية هذه بعيد كثيرا عما هو متوفر عادة على الساحة الفنية في هونج كونج حيث تباع اللوحات والمنحوتات بأسعار قياسية. وكما يقول الكاتب الفرنسي ألبار كامو “الفن ثورة”. وعادة ما أعطت الثورات الفنون دفعا جديدا وعمقا سياسيا غير مسبوق.
والجميع هنا يدرك أن كل هذه الأعمال قد تذهب هباء في حال هاجمت الشرطة الموقع.
وتتردد متاحف المدينة في احتواء الأعمال المنبثقة عن الحركة الاحتجاجية ، فغالبية الأعمال في موقع احتجاجي ثانوي آخر في حي مونجكوك دمرت خلال مواجهات أخيرة مع الشرطة.