قيل: جاء رجل إلى أبي نواس يمازحه ، فقال له يا أبا نواس ، إنَّني مريض بجملة أمراض وأَريد أن أُخبرك بها لعلَّك تصفُ لي الدواء الشافي، فقال : قلْ عساني أجِد لك خير دواء يشفيك…
فقال الرجل : إنّني أشعر أنَّ بشعر ذقني مغص ، وأشعر أنَّ ما آكله من الطيِّبات ينزل خبيثاً من أَسفل ، وبباطني ظلمة .. فهل لذلك دواءُ ؟
فقال أبو نواس: أمَّا ما بشعرِ لحيتكَ من المغص فعليك بالموسى ، وأمَّا ما تأكله من الطيِّبات فينزل خبيثاً من أسفل، فكُلْ خبيثاً ينزل طيباً، وأما ما تراه من الظلمة في جوفك، فعليك بفانوس تعلِّقه على باب بدنِك حتَّى يضئَ لك جوفك.
فضحك الناس عليه وانصرف الرَّجل خجولاً.