كتب :محمد علي حسن
وقعت مواجهات بين الشرطة الاسرائيلية والمقدسيين في ساحات المسجد الأقصى، وسط انتشار مكثف للقوات الاسرائيلية عند الجهة الغربية للمسجد الأقصى. وقالت مصادر فلسطينية ان المواجهات اسفرت عن اصابة عشرات الفلسطينيين بجراح فيما لا تزال الاشتباكات متصاعدة.
وصعّدت المنظمات اليهودية التي تعمل لتحقيق أسطورة الهيكل المزعوم من دعواتها التحريضية على المسجد الأقصى المبارك، قبل ساعات من عقد برلمان الاحتلال جلسة لمناقشة الاقتراح الذي تقدم به النائب المتطرف “موشيه فيجلن” ببسط السيادة الاسرائيلية الكاملة على الاقصى بدلاً من الأردنية.
وفي هذا السياق، وزّعت جمعيات الهيكل المزعوم دعوات لوزراء الاحتلال ونواب ‘الكنيست’ المشاركين في جلسة مساء اليوم الثلاثاء، ووضعت للدعوة عنواناً بارزاً قالت فيه :”جبل الهيكل بأيدينا؟ الآن نثبت !”.
كما أرفقت بالدعوة صور قديمة لبعض وزراء الاحتلال وأعضاء “الكنيست” ولجنود الاحتلال الذين شاركوا في احتلال الأقصى عام 1967م وفي اللحظة التي تم إطلاق عبارة ‘جبل الهيكل بأيدينا’.
وقال موقع ‘الكنيست’ الالكتروني انه سيتم اليوم مناقشة عدة نقاط منها: نقل السيادة على “جبل الهيكل” من السيادة الأردنية ومناقشة ذلك مع حركات المعبد، بناء على ما طرحه موشيه فيجلين.
في ذات السياق، أدرجت لجنة الداخلية والبيئة برئاسة عضو ‘”الكنيست” ميري ريغيففي جدولها ليوم غد الأربعاء موضوع التحضير والاستعدادات لاقتحام جماعي للأقصى بمناسبة عيد الفصح العبري الذي يوافق وسط شهر نيسان، والذي دعا اليه مكتب رئيس حكومة الاحتلال وعدة وزارات، وعدد من منظمات الهيكل المزعوم، في حين نشطت خلال الساعات الأخيرة حملة عبر مواقع التواصل الاجتماعي من قبل نشطاء يهود دعوا فيها لاقتحام المسجد الاقصى الساعة الواحدة بعد ظهر اليوم الثلاثاء، ورفع الأعلام الاسرائيلية في باحاته.
ومن جانبه قال النائب العربي في “الكنيست” أحمد الطيبي، إن الأعضاء العرب سوف يفشلون مقترح النائب اليهودي موشيه فيجلن، المدعوم بعدد من نواب اليمين والجمعيات اليهودية، القاضي بفرض تغيير الواقع في المسجد الأقصى.
يشار إلى أن الجمعيات اليهودية اليمينية تحاول في السنوات الأخيرة فرض تغييرات في المسجد الأقصى للسيطرة عليه، ومن اقتراحاتها “تقسيم أوقات الصلاة”، ولكن اقتراح فيغلن اليوم يأتي للسيطرة الكلية على المسجد الأقصى حسبما أفادت جمعية الأقصى للوقف والتراث.
وأكد الطيبي في تصريحات صحفية أن “اتفاقًا تم بين الكتل العربية وكتل أخرى من اليسار الإسرائيلي، يركز على تقزيم اقتراح فيغلن وإفشاله” مضيفًا “موقف فيغلن ليس مقترحا حكوميًا”.
من جانبها مارست المملكة الأردنية ضغوطا سياسية كبيرة على الاحتلال لوقف محاولات الجمعيات اليهودية فرض تغيير على الأمر الواقع في الأقصى وفقا للطيبي، وذلك تبعًا للاتفاقيات المبرمة بين الجانبين التي لا يمكن تجاوزها.
وكانت جمعية الأقصى والتراث قالت إن 1700 شرطي ومستوطن اقتحموا الأقصى منذ بداية العام الجاري، وآخر هذا المحاولات بدأت عند الساعة السابعة من صباح الثلاثاء، في تطور ملحوظ على اختيار وقت الاقتحام، إلا أن المرابطين من أهالي القدس تصدوا للاقتحام.