دعا وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف المجتمع الدولى إلى تقديم رد واضح على الانتهاكات التركية المستمرة لسيادة سوريا والقصف التركى المتواصل على مواقع الأكراد السوريين.
وأكد الوزير خلال مؤتمر صحفى مشترك مع وزير الخارجية المصرى سامح شكرى أنه من الضرورى التحقيق فى أى أنباء عن انتهاكات حقوق السكان الأكراد داخل تركيا فى سياق النزاع الداخلى المستمر فى البلاد.
وذكر بأن هناك إجراءات دولية معتادة فى هذا المجال ويجب تطبيقها بشكل غير منحاز وموضوعى لمعرفة الحقيقة. لكنه أشار إلى الانتهاكات التركية لسيادة سورية ووحدة اراضيها، واعتبر هذه التطاولات أمرا خطيرا للغاية.
وأضاف: ” إننا نعرف ما يحدث جراء عمليات الجيش التركى فى العراق والقصف التركى على مواقع وحدات حماية الشعب (الكردية) فى سوريا”.
من جهة أخرى، لفت وزير الخارجية الروسى إلى أن القيادة التركية وجهت أصابع الاتهام إلى حزب العمال الكردستانى بالوقوف وراء التفجير الانتحارى الأخير فى أنقرة فور وقوعه وقبل إجراء أى تحقيقات، وهى تستغل اليوم هذا الهجوم كتبرير لمواصلة قصف المناطق التى يسيطر عليها الأكراد داخل سوريا.
وحذر الوزير الروسى من أن الانتهاكات التركية تزعزع الجهود التى يتم اتخاذها فى سياق التسوية السورية من أجل تعزيز نظام الهدنة وإيصال المساعدات الإنسانية وإطلاق عملية سياسية.
وبشأن الزيارة المرتقبة لوزير الخارجية الأمريكى جون كيرى إلى موسكو، أكد لافروف أنها ستكون مكرسة للتسوية فى سوريا، وللقضايا الشرق أوسطية الأخرى.
كما أعرب لافروف عن أمله فى أن يتحلى الأمين العام للأمم المتحدة بموضوعية ونزاهة أكبر فى تقاريره أمام مجلس الأمن الدولى حول عمليات التسلل عبر الحدود التركية السورية.
وشدد على ضرورة تنفيذ كافة القرارات الدولية بهذا الشأن، فيما يخص قطع تدفق الإرهابيين وتدفقات النفط والبضائع المهربة الأخرى، بما فى ذلك التحف الأثرية، ووصف لافروف التقرير الأول، الذى قدمه بان كى مون بشأن تطبيق هذه القرارات، بأنه لم يتضمن بيانات محددة، معربا عن أمله فى أن يكون التقرير المقبل لـ بان كى مون أكثر موضوعية ونزاهة.
بدوره أكد سامح شكرى على أن التراخى فى التعامل مع تدفق الإرهابيين وتقديم الدعم المادى والمالى لهم أمر مرفوض، وأكد أن هذا الدعم يؤدى إلى زعزعة الاستقرار ووحدة أراضى دول المنطقة.
كما أكد الوزيران شكرى ولافروف أنه لا يحق لأحد، باستثناء الشعب السوري، تحديد مستقبل سوريا. وأكد لافروف أن مواقف روسيا ومصر إزاء الأزمة السورية متطابقة، وهى مسجلة فى الوثائق المتفق عليها فى إطار مجموعة دعم سوريا. وأكد أن تطبيق قرارات المجموعة يجب أن يضمن تعايش جميع مكونات المجتمع السورى بوئام.
وكشف أن الطرفين اتفقا على مواصلة التعاون المكثف فى إطار مجموعة دعم سوريا، على ضوء التطورات الإيجابية التى تبرز فى إطار التسوية السورية، فى الآونة الأخيرة.