• مع اوائل عام 2014 بدأ يتردد علي مسامعي وعلي وسائل التواصل الاجتماعي كلمة ميدياتوبيا وكان سهلا ان اتوقع انها مبادرة لوضع صورة مثالية مشابهه ليوتوبيا افلاطون ولكنه حلم بالمدينة الفاضلة في مجال الاعلام تلك المدينة التي تضع ركيزتها الاولي وهي الموهبة المصقلة بالدراسة الاكاديمية يسبقهم وجود وازع اخلاقي لدي القائم بالاتصال للتحلي بالاخلاق عند عرض الحقيقة فلا يعرض اكاذيب وان يكون امينا في عرض كل جوانبها وليس مايناسب هواه او هوي من يعمل لديه وربما يكون هذا امرا يبدو مستحيلا في واقعنا الاعلامي الحالي لكنه يتحول لامل حقيقي عندما تبدأ في طرح هذه الفكرة بل وتنفيذها علي الاجيال القادمة لتكون مرحلة البناء القيمي لديهم غير مختلة وتلك هي عبقرية ميديا توبيا.
• د. محمد سعيد محفوظ يمكنك ان تعتبره المؤسس وفي قول اخر الاب الروحي وفي قول ثالث الاستاذ الملهم لكن المؤكد انه الوحيد الذي يمتلك كلمة السر التي يصعب علي كثير من المصابين بتلوث الواقع الاعلامي الحالي فهمها فتجدهم تارة يتعجبون ويبحثون عن دوافعه لفعل هذا وتارة اخري يتهمونه باستغلال فعل فاضل لصالح انتخابات او خلافة رغم انه اقسم انه لن يطرح اسمه لاي امر يجعل البشر يختلفون حوله حتي يواريه الثري لكنهم لم يصدقوا بعد لكن اعضاء ميديا توبيا حملوا شعارهم وايمانهم بالفكرة ومؤسسها الي معسكراتهم ينظرون الي الكلمة التي ملأت ارجاء المعسكر والسوشيال ميديا وهي ( البقاء للاصدق ).
• تابعت الفكرة في معسكراتها الثلاث الاولي بفجنون من خلال السوشيال ميديا واسعدني الامل الذي دب في شباب في مقتبل حياتهم العملية من معسكر بسيط لم يتجاوز الاربعه ايام اسفر عن التحاق عدد منهم بالفعل في سوق العمل استنادا الي كفاءتهم وشهادة ميدياتوبيا فقط دون اي وساطه او محسوبية تلك الايام الاربعه ربما حققت في الواقع احلام نزل من اجلها بعضهم الي ميدان التحرير ولازالوا في انتظار تحويل طاقة التظاهر السابقة الي طاقة ايجابية فيما يوكل اليهم من اعمال في مجال الاعلام وربما غيره.
• وفى الوقت الذي كنت ادعو لهم باستمرار المعسكرات ونجاحهم في دعم الفكرة ومساهمه المزيد من المؤسسات الوطنية يبدو ان ايماني بالفكرة دفع مؤسسها د محمد سعيد محفوظ الي توجيه دعوة كريمه لمرافقة الشباب الطموح الي سيناء حيث المعسكر الرابع في نويبع الامر الذي لم اتردد في تلبيته لاكون مشرفا علي ورشة الانتاج التليفزيوني وهي واحده من خمس ورش ثانيها لراديو ميديا توبيا وثالثة لصحافة الفيديو ورابعها لمجلة ميديا توبيا والاخيرة للفوتوغرافيا وهي التي الهمت الصم وضعاف السمع لوضع طاقتهم في حاسة البصر فقدمت منتجا فوتوغرافيا مذهلا.
• ورغم حالة الاعجاب التي جعلتني غير محايد وانا اذهب الي معسكرهم الرابع الا ان الواقع حمل معي المزيد مما يدعو الفخر والزهو فتعليمات المؤسس في يومه الاول بدأت بمنع التدخين تماما بين الطلبة وتخصيص مكان بعيد للمدربين قائلا لهم لا يمكنني ترك شباب في عمر الزهور يدمرون صحتهم وربما ابتلي الله المدربين بتلك العادة الكريهه لكنني لن اترك الفرصة للسيجارة لالتهام طاقات شباب لازالت بالنسبة لهم لعبة لا يجب ان تستمر تلا ذلك وجود جدول ينظم خطة المعسكر بالساعه طيلة ايامة الاربع.
• يبدأ اليوم بالاستيقاظ مبكرا وطابور الصباح تمام السابعة وتحية العلم ثم تمرينات رياضية ثم الافطار لنصف ساعه لا تزيد دقيقة لتبدأ بعدها جلسات ورش العمل لوضع خطة الانتاج والتي تشرفت فيا بالعمل في برنامج ( صباح ميدياتوبيا ) الذي رأس تحريره الاعلامي المحترم عبد البصير حسن و تم تكوين ثلاث فرق عمل يحاكون نفس ادوار الواقع الانتاجي الحقيقي وكانت المفاجأه ان تجد منتج تليفزيوني يظهر في 9 ساعات لا اكثر ربما يتحقق مثيلة في الواقع في اضعاف هذا العدد من الساعات فضلا عن مواهب حقيقية في التقديم والاعداد والتصوير وغيرها لتأتي لجان تحكيم المساء في مشهد مبهر يصمم داخل مبني من الخوص بنفس فورمات برامج المسابقات العالمية في ابهار جديد لشباب الميدياتوبيا في يقظة ومتابعة لحظة بلحظة من مؤسس الفكرة وتركيز شديد مع التنفيذ والتعديل من مدربي الورش.
• لم تخل الورش من موهوبي الطرب والغناء من طرح مواهبهم في المنتج التليفزيوني والذي ظهر من قبل في اغنية ميدياتوبيا ( احنا مش بعض صدفة ) ومنهم الصم وضعاف السمع الذين تألقوا ايضا بل وسعي الجميع في تعلم لغة الصم والاشتراك في الغناء بها الامر الذي ابهر ضيف المعسكر الفنان الكبير هاني شنوده الذي لم يبخل علي احياء حفل السمر الذي بذل من اجله ثمانية ساعات من القاهرة ايمانا بدعم الشباب وهو الامر الذي لا يزال الموسيقار الكبير الذي تجاوز السبعين عاما ومع ذلك يدعم شباب الطرب مثل الفنانة سارة مدحت وزيج زاج من خلال فرقة المصريين التي لا تزال تقدم اعمالها في كل مكان في مصر ونويبع كان من اهم محطاتها
• واخيراً وليس اخراً فان ميديا توبيا حلم باعلام يقدم لنا خلقا نتمناه وكوادر شبابية تعي اهمية الرسالة وسعي لأن يكون الدأب والجهد هو الطريق للعمل وليس الواسطة والمحسوبية ادعوكم لكتابة ميدياتوبيا علي كل وسائل التواصل الاجتماعي لتروا بانفسكم وتتمنوا معي ان يكون البقاء للاصدق .
بقلم : أحمد عبد العليم قاسم