ورغم أن القضية الموقوف من أجلها منصور جنائية، وهى تعذيب محامى بميدان التحرير ، إلا أن فيسك تأثر بدعاية الإخوان وقال إن القبض على منصور ضربة بيروقراطية قوية لحرية الصحافة من قبل ألمانيا الديمقراطية التى تقودها ميركل، وأضاف أنه لا يكفى أن يطالب منصور ومحاميه والجزيرة نفسها بحريته، بل ينبغى على ميركل نفسها أن تقدم تفسيرا، وانتقد الكاتب المستشارة الألمانية للقائها قبل أسبوعين مع الرئيس عبد الفتاح السيسى.
أقرا ايضا: أنجيلا ميركل تعرب عن أملها فى التزام اليونان بديونها
وأشار فيسك إلى أن العرب يحبون نظرية المؤامرة، وقد يكون حقيقيا أن القبض على منصور وهو فى طريق عودته إلى الدوحة له علاقة أكبر بالمقابلة التى أجراها فى شمال سوريا مع زعيم جبهة النصرة، وهى الجماعة التى تدعمها قطر ضمنا، وتريد أن تستفيد من المساعدات الأمريكية لمعارضى الرئيس السورى بشار الأسد.
من جهتها اهتمت صحيفة “الجارديان” البريطانية بمتابعة قضية أحمد منصور، وقالت إن الاحتجاجات هناك تزداد ضد احتجازه، مشيرة إلى أن منصور قضى ليلة ثانية قيد احتجاز الشرطة مع استمرار الشكوك عقب اعتقاله فى مطار تيجال بناء على مذكرة اعتقال مصرية. وقال محامى منصور فى برلين، فازلى ألتين، لوكالة الأنباء الألمانية أن موكله يواجه جلسة ترحيل اليوم.
إلا أن متحدثا باسم محكمة برلين قال إنه لا يعرف أى شىء عن أى جلسة، وأكد فقط أن منصور محتجز بينما ستقرر سلطات الإدعاء فى ولاية برلين ما إذا كانت ستسعى لترحيله أم لا.
وفى حين أن محكمة برلين ستكون أمامها مهمة البت فيما ستفعله مع منصور، فإن الحكومة الألمانية، ولا سيما وزارتى الخارجية والعدل سيتم التشاور معهما على الأرجح نظرا للطبيعة السياسية الحساسة للقضية.
وقال متحدث باسم الخارجية الألمانية اليوم أن لا أحد سيتم ترحيله من ألمانيا لو واجه عقوبة الإعدام. من ناحية أخرى، أعرب جويدو شتنبيرج، المحلل السياسى الذى قابله منصور أثناء زيارته لبرلين، عن قلقه ودهشته من أن الحكومة الألمانية لم تتدخل نيابة عنه، وقال للجارديان “بقدر ما أعلم، فإن بإمكان الحكومة الألمانية أن تتدخل.. وأنا مندهش للغاية من أن هذا لم يحدث بعد، فيجب إطلاق سراح منصور، داعيا إلى تقديم اعتذار رسمى”.
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى عدد من الاحتجاجات أمس الأحد وصباح اليوم ضد الترحيل المحتمل لمنصور، وتجمع 100 محتج بدعوة من جماعة تطلق على نفسها اسم “الاتحاد المصرى الألمانى من أجل الديمقراطية” خارج سجن برلين حيث يحتجز منصور، وحملوا لافتات تطالب بإطلاق سراح منصور والحرية للصحفيين، كما أعرب نواب برلمانيون من كافة الأحزاب الرئيسية الألمانية عن قلقهم من هذا الأمر.