لا أعرف كيف ابتلعت رموز حماس وعناصرها وفصائلها المسلحة التي تشكلت بعد الانتفاضة الأولى في 1987، والتي بلغت أعدادها بالمئات, كيف ابتلعت السنتها الآن؟ ونامت بهناء على جرم الإخوان وحماس وانصار بيت المقدس وجيش الإسلام الجديد وانتشارها في البلاد العربية ولا أفهم كيف استرخت على أنغام صوت الرصاص ضد أبناء غزة ومصر وتفردها بالسيطرة على قطاع غزة في سخافاتهم الإعلامية؟
أين هي الألسن السليطة التي كانت تُلهب مسامعنا بسياطها الصوتية وقد ملأت الدنيا ضجيجًا أيام وجود الاحتلال الإسرائيلي لقطاع غزة والتي كانت تتغنى ببطولاتها ضد المعتدي الغاشم الذي يريد أن يدمر فلسطين ويسحق شعبه؟
فتحي حماد قتل الشهيد المغدور إياد عبد الكريم المدهون لأنه كشف خيانة حماد؟ أين هم الآن؟ وماهو موقف قادتهم؟ من كانوا يصرحون في الغرف الدافئة والبيوت الفارهة وفي لحظات الاسترخاء والتأمل إننا من أخرج المحتل, الشعب الفلسطيني من أجبره على الانسحاب في 2005 ، هم المقاومة الحقيقية من كبده خسائر فادحة, هم من أحرجه عسكريًا وسياسيًا واقتصاديًا, هم من ضحى في سبيل الوطن ”وأنتم وأنتم الى اخر الشعارات اكاذيبكم الفاخرة!
أليس من حق الشعب الفلسطيني الذي تضرر وسُحق بضراوة أيام الانقلاب الاسود, جراء المقاومة الشريفة والعفيفة الساقطة والكاذبة, أن يسأل الآن أين هي تلك حماس المدججة بالسلاح؟ التي كانت تدعي الدفاع عن الوجود والمقدسات وأرض الأجداد والحضارة والتاريخ والجغرافية, وأين أنتم يا حماس؟ من كانوا يبكون على قدسية الأرض والوطن الغالي, ألم يعد يستحق الوطن تضحياتهم الثمينة؟ وهو يستباح في الأقطاع من قبل شياطين الظلام والقتلة وقاطعي الأرجل وقطاع الطرق!
لماذا خرست أصواتهم الآن, ولم نعد نسمع بهم إلا في بطش وقهر وسرقة الغذاء والماء ولو استاطعو لاغتصبوا الهواء هل من يفسر لنا هذا اللغز المحيّر؟ ولماذا يختفي الأشاوس في أشدِّ الظروف قساوة! وأكثر المعارك ضراوة , أم أن وراء القضية أمر خطير أو حقيقة مفزعة لانعرفها!
ها هي تمرد تكشف عورات الكثير من تجار الدم ولصوص الوطنية الكاذبة! ها هي حرب قيادات حماس الحقيقية كشفت عن وجهها الخبيث ولم يعد في الأمر التباس ولا شك, فكذبكم واضح وشعاراتكم وأفعالكم تتحدث عنكم وعن مشروعكم المستقبلي الواعد ببناء دولة الإخوان الإرهابية تحت لواء دولة الإسلام، والإسلام بريء منهم.
وها هي غزة تقع تحت حرابهم وبنادقهم يذيقون اهلها سوء العذاب ويقتلون ابنائها ويأسرون رجالها ويتحصنون بهم كدروع بشرية! فكيف ينام كل حر وشريف ؟ على هذا العار الذي لحق بشرفهم وقيمهم الخالدة, واين تبخرت قيم الفروسية والشهامة والنخوة العربية , ام ان صلاحيتها انتهت ولم تعد نافذة المفعول كما في السابق. هذه الحثالة تريد حكم غزة بالقوة الا يستحقون هؤلاء الابرياء نخوتكم وموقفكم الجاد, ألا يجدر بكم وأنتم أكثر الناس صراخاً في الإعلام أن تقفوا موقفًا مشرفًا واحدًا ضد عصابات حماس واتباعها من أغنام الإخوان! أم أنكم لا تجيدون حرب المواجهات وقد فُتحت جبهة واسعة وواضحة ضد الإرهاب ولا تحتاج الكثير من العناء والمشقة لمعرفة أماكنها ولا جحور الإرهابيين وأوكارها!
فأين هم صناديد المقاومة الباسلة يا حماس؟ وها هي عصاباتكم تحرس حدود العدو أمام أعينكم، ندعوا الشرفاء منكم إن كان فيكم بقية من شجاعة أو صدق، أن تلتفوا حول صف الشعب الفلسطيني العظيم.