نزل كقنبلة مدوّية خبر أنّ ثلث سكان الكرة الأرضية سيشكون بحلول عام 2020 من قصر النظر أو حسر البصر Myopia. إنّ نسبة الأرجحية هذه ستزداد بشكل وباء قادم لا محال ليطال ضعف الرؤية عن بُعد في عام 2050 نصف شعوب العالم أي ما يعادل 5 مليارات إنسان.
حسبما أفادت به دراسة تحليلية أشرف عليها باحثون من جامعة Nouvelle-Galles جنوب أستراليا ومن معهد البحوث حول العيون في سنغافورة، إنّ قصر البصر ذا الدرجات العالية سيزداد خمسة أضعاف. كما أنّ الذين من المزمع أن يفقدوا بصرهم بسبب قصر البصر وتبعات الأمراض التي تنشب عنه، تقدّر نسبتهم بحلول عام 2050 بمليار إنسان.
عدا عن الاستعداد الوراثي الذي يحتّم على البعض الإصابة بمرض من أمراض العيون، إنّ الزيادة السريعة وغير المسبوقة في نسب حالات الإصابة بقصر البصر يقف وراءها ليس فقط الاستعداد الوراثي لا بل أيضا مجموعة من العوامل البيئية. فمن كثرة ما اقتحمت أجهزة الكومبيوتر والهواتف الذكية والتلفزة حياتنا، بتنا نقضي غالبية ساعات يومنا في أماكن مغلقة على حساب الخروج إلى الطبيعة للتعرّض للضوء الطبيعي.
لذلك إنّ نمط حياتنا العصري له تأثيرات وخيمة على العين التي أمست تتعرّض كثيرا للأضواء المنزلية الخافتة وليس للنور الوهّاج في الطبيعة، وهذا ما يفسّر إلى حدّ ما أسباب ارتفاع حالات التعرّض لحسر البصر.
وبالاستناد إلى ما أوضحه الباحثون الأستراليون والسنغافوريون في دراستهم المنشورة في مجلّة طبّ العيون Ophtalmology ، إنّ أكثر شعوب العالم تعرّضا للإصابة بقصر النظر هم سكّان شرق آسيا، إذ لوحظ على سبيل المثال أن 21% من الطلاب التايوانيين كانوا عام 2000 يشكون من قصر البصر الحادّ فيما كانت نسبتهم تصل إلى حوالي 11% في عام 1983.
علمًا أنّ مخاطر وتبعات قصر البصر الحادّ تنتهي بتوريط الإنسان بمجموعة من أمراض العيون التي تقوده بالنهاية إلى العمى مثل الكاتاراكت أي المياه البيضاء والغلوكوما أي زرق العين وانتكاس البقعة الصفراء المرتبطة بالعمر وانفصال الشبكية.