عقد الرئيس عبد الفتاح السيسى، وخادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز، مؤتمر صحفيا بقصر الاتحادية اليوم شهد توقيع عدد من الاتفاقيات الاقتصادية بين البلدين.
ورحب الرئيس عبد الفتاح السيسى بالعاهل السعودى والوفد المرافق له خلال كلمه ألقاها خلال المؤتمر.
وفيما يلى نص الكلمة التى ألقاها الرئيس السيسى خلال المؤتمر المشترك مع خادم الحرمين الشريفين: “بسم الله الرحمن الرحيم.. أخى جلالة الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، خادم الحرمين الشريفين، ملك المملكة العربية السعودية الشقيقة، إنه لمن دواعى سرورى أن أرحب بجلالتكم على أرض الكنانة فى هذه الزيارة التاريخية التى تحلون فيها أخًا كريمًا وضيفًا عزيزًا فى بلدكم وبين أهلكم، الذين يحرصون دومًا على أن ينقلوا إليكم مشاعر الود والأخوة والإعزاز التى يكنها الشعب المصرى لجلالتكم وللشعب السعودى الشقيق..إن هذه الزيارة إنما تأتى توثيقًا لأواصر الأخوة والتكاتف القائمة بين بلدينا وتُرسى أساسًا وطيدًا للشراكة الإستراتيجية بين جناحىّ الأمة العربية مصر والسعودية، وتفتح المجال أمام انطلاقة حقيقية بما يعكس خصوصية العلاقات الثنائية خصوصا فى مجال العمل المشترك، وبما يسهم فى مواجهة التحديات الإقليمية غير المسبوقة التى تواجهها الأمة العربية..تمر أمتنا العربية والإسلامية بمرحلة دقيقة نتحمل فيها مسؤولية كبرى أمام شعوبنا وخصوصا الأجيال القادمة، وأثق أن خصوصية العلاقات المصرية السعودية، وما تنطوى عليه من عمق ورسوخ ستمكننا سويًا من مواجهة التحديات المشتركة والتعامل الجاد مع كل من يسعى للمساس بالأمن القومى العربى أو الإضرار بالمصالح العربية، أو تهديد الأمن والاستقرار الذى تتطلع إليه شعوبنا.إن ثقتى كاملة فى أن التنسيق المشترك بين مصر والسعودية يمثل نقطة انطلاق حقيقية لمعالجة العديد من أزمات المنطقة على نحو ما نشهده فى القضية الفلسطينية واليمن وليبيا وسوريا وغيرها من الأزمات. ورغم ما تعانيه بعض دول المنطقة من صعوبات نتيجة احتدام الصراعات، فإن زيارة جلالتكم تدفعنى إلى التفاؤل بأن نُعيد معًا الاعتبار لمفهوم الدولة الوطنية الجامعة للوقوف فى مواجهة الإرهاب والتطرف اللذين يقوضان الاستقرار ويُمثلان خطراً على مستقبل الإنسانية بأسرها..خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، يرحب بكم اليوم تسعون مليون مصرى عهدوا فيكم أخًا محبًا وداعمًا لمصر وشعبها، فالشعب المصرى لم ينس يومًا مواقفكم النبيلة، وتطوعكم مع أشقائكم فى القوات المُسلحة المصرية فى التعبئة العامة لمواجهة العدوان الثلاثى على مصر عام 1956، ودوركم فى دعم المجهود الحربى إبان حرب الاستنزاف والتى تكللت بنصر أكتوبر المجيد، وهى مواقف تنم عن أصالة وشهامة عربية خالصة كانت وستظل دائمًا محل إعزاز وتقدير من شعب مصر الوفى لشخصكم الكريم.. واليوم ندشن معاً صفحة جديدة على درب العمل العربى المشترك، ونضيف لبنة فى صرح العلاقات المصرية السعودية ونسطر سويًا فصلًا جديدًا سيُسجله التاريخ وستذكره الأجيال القادمة، فزيارة جلالتكم إلى وطنكم الثانى مصر إنما تفتح آفاقًا ممتدة لمجالات التعاون الثنائى حيث نشهد اليوم التوقيع على اتفاقيات فى العديد من مجالات التعاون المشترك، وهو الأمر الذي يمثل نقلة نوعية فى إطار سعينا الدؤوب لتأمين المستقبل المشترك للأجيال القادمة من أبناء البلدين الشقيقين.. ولقد جاء تقليد جلالتكم أرفع الأوسمة المصرية، قلادة النيل، تعبيرًا عن مشاعر الإخاء والإعزاز والمحبة التى تكنها لجلالتكم مصر، رئيسًا وحكومة وشعبًا.