نشر الكاتب في صحيفة “هآرتس” عاموس هارئيل مقالاً في عدد اليوم تحت عنوان”مفاجأة الانفاق والدروس التي استفادتها اسرائيل للحرب القادمة” تحدث فيه عن مفاجات الحرب التي لا احد بوسعه الادعاء بتحقيق نصر فيها.
وقال الكاتب ان حماس حافظت على تماسكها وستكون الرقم الصعب الذي لا يمكن تجاوزه في اي تسوية قادمة.
واعتبر الكاتب انه “ما من احد يستطيع إعطاء إجابة نهائية حول ارباح اسرائيل وخسائرها من هذه الحرب، وان الامر مرهون بالمستقبل لكي يجيب على هذا التساؤل” .
واستعرض “الانجازات” التي حققها جيش الاحتلال في هذه العملية، الا انه يؤكد ان “حماس لم تنهار وبأنها ستظل القوة المسيطرة على القطاع في المستقبل، وبأنها ستكون الرقم الصعب الذي لا يمكن تجاوزه في اي تسوية مستقبلية، حتى ولو تم ذلك بصورة غير مباشرة” .
واشار الكاتب “انه في حال تمت إزالة الحصار عن غزة، فإن الثمن الباهظ الذي دفعته حماس في هذه الحرب حسب الكاتب سيكون له ما يبرره من وجهة نظرها “.
ودعا هارئيل “الى ضرورة تلقي بيانات النصر التي يطلقها الجانبين حالياً بحذر شديد وبمزيد من الشكوك، لانها مجرد نوع من المعركة المعنوية الموجهة الى داخل الفريقين وهدفها إقناعهما ان التضحيات التي بُذلت كانت تعادل الانجازات التي تم تحقيقها”.
واضاف الكاتب “انه بالنسبة لاسرائيل فإن المحافظة على صورة الانتصار امر مهم جداً بالنسبة لرئيس الحكومة في مواجهة خصومه السياسيين، وكذلك الامر بالنسبة لقيادة اركان الجيش حفاظاً على الروح المعنوية لجنودها استعداداً للجولة القادمة” .
واشار الكاتب الى “ان ما رافق هذه الحرب قد لا يجعل قيادة الجيش تحظى بعناق حار من الجمهور او للمديح من المستوى السياسي، حيث ستحتاج هذه القيادة الى وقت طويل ، وإجراء معمّق لتمحو من ذاكرة المنتقدين الانطباع الذي تكوّن لديها خاصة فيما يتعلق بعمل القوات البرية”.
واضاف الكاتب “ان الجيش جوبه في غزة بعمل غير تقليدي هذه المرة، حيث واجهته قوات تلعب في ملعب غير ملعبه، احبطت ( القوات ) جميع الاستعدادات الاسرائيلية المعدة سلفاً لهذه المعركة، فعلى الرغم من السمعة العالمية التي يحظى بها سلاح الجو الاسرائيلي الا انه ثبت انه امام حماس او حزب الله سيكون عاجزاً عن حسم المعركة”.
واختتم هارئيل “قد تكتفي اسرائيل بما قامت به، لحين المعركة القادمة، ولكن اذا كان الجيش معني بالحفاظ على قدراته العسكرية القادرة على تحقيق نصر خاصة في معركة برية قادمة، يتوجب عليه ان يعيد مجدداً تقييم وضعه وإحداث تغييرات فاعلة في صفوفه”.