هشام سرى يكتب :
واقعه تحرش جماعى لطالبه فى جامعه القاهره ،هى واقعه عاديه تحدث يوميًا مئات وآلاف المرات فى شوارع مجتمع نجح فى تطوير نفسه و القضاء على ظاهره المعاكسات المنتشره فى العالم كله واستبدالها بالتحرش اللفظى و الجسدى ، فعبارات الغزل القديمه مثل يا قمر و ايه الجمال ده؟ كلها تطورت الى هاتى بوسه يا بت و المغازله بعباره مثل قوليلى العنوان وانا اكلم بابا ثم تطورت الى مش هتيجى البيت و نجيب زيت ؟ مجتمع تحول فيه الغزل او ما كان يعرف بالمعاكسه قديما والتى كان الغرض منها هو محاوله التعرف على الفتاه و اضحاكها الى نشاط الغرض منه اهانه الفتاه و المرأه و اجبارها على البكاء دون اى متعه حسيه او حتى جنسيه الا رغبته فى اذلال من يتحرش بها، مجتمع بعد ان كان من يقوم بمغازله اى فتاه فى الشارع يخفض صوته قدر المستطاع و يتلفت حوله ليتأكد من عدم وجود احد حوله اصبح يرفع صوته و يتلفت حوله ليتأكد من وجود اخرين حوله سينضمون له حتى تصبح حفله التحرش اكثر اثاره و ضحكا و يضمن انهيار ضحيته سريعا , مجتمع بعد ان كان اقصى ما يخشاه من يتعرض لأنثى بالشارع ان يصل الخبر الى والده او اسرته خوفا من العقاب و الاحتقار اصبح فيه معظم الأباء يفتخرون بأبنائهم المتحرشين و ترتسم على شفاههم ابتسامه بلهاء ممزوجه بالكثير من الرياله
كدليل على الرجوله المبكره و سرعه النمو للأبناء, ما شاء الله الولد كبر اهو و بقى بيتحرش .
كل ما سبق معروف و تمت مناقشته الاف المرات و ليس به جديد كما ان اسبابه معروفه و هى انخفاض المستوى الثقافى و الاجتماعى لغالبيه الشعب و انحدار المستوى التعليمى و انتشار الفكر الاسلامى الوهابى منذ اواخر السبعينات على يد القادمون من الخليج و ما لهذا الفكر من نظره دونيه للمرأه و اعتبارها فقط وسيله للمتعه و التكاثر لا غير ليس لها حقوق فى العمل او ارتداء ما تحب او حتى السير فى الشوارع الا داخل الاكفان السوداء .
الجديد فى واقعه التحرش داخل الجامعه لم يكن الواقعه نفسها او دوافعها و لكن الجديد و المبهر كان تدخل شخصان برأيهم فيها يفترض انهم من صفوه المجتمع اصحاب اعلى المستويات الثقافيه و العلميه ممن يفترض انهم امل مصر فى النهوض من عثرتها الاجتماعيه و الاخلاقيه و الانطلاق نحو الديمقراطيه و الحريه و تعويض ما فقدناه فى سنوات الجهل السابقه .
ا
لاستاذ الدكتور جابر نصار رئيس جامعه القاهره احد اعرق جامعات الشرق الاوسط و العالم و خليفه العظماء من امثال احمد لطفى السيد و صوفى حسن ابو طالب و غيرهم من رؤساء الجامعه صرح بأن الفتاه الضحيه هى من استفذت الطلاب من الشباب المكافح الشقيان العرقان بلبسها الخارج عن المألوف , ليس هذا فقط و لكنه قرر تحويل الضحيه الى التحقيق حتى تكون عبره لكل من تفكر ان ترتدى ما يلفت انتباه الشباب الشقيان العرقان , و بما انه لا توجد مواصفات محدده للملابس المساعده على تهدئه الشباب فمن واجب الدكتور نصار ان يقوم بنشر رقم هاتفه الشخصى لفتيات الجامعه حتى ترسل
له كل فتاه صوره ما ترتديه صباح كل يوم على الواتس اب ليرى ما هو
مناسب لعدم اثاره الطالب الشقيان المنتظر للفريسه فى الجامعه على احر من الجمر , و هو دور عظيم لكل رئيس جامعه و مثل يجب ان يحتذى به كل رؤساء الجامعات فى مصر و صفط اللبن و الكيت كات و سرس الليان .
اما الاستاذ تامر امين المذيع اللامع و المنتسب للأعلام الذى ترأس وزارته سيده فقد رأى هو الاخر ان الفتاه هى المخطئه لأنها اختارت ان ترتدى ما يعجبها هى و ليس ما يقبل به الناس فى حين ان الاستاذ تامر خاصه قد اجبر
الشعب المصرى كله لمده ثلاث سنوات متصله على احتمال رؤيته بالقميص و الفيست فى مشهد يمثل اقصى درجات العذاب لأى مشاهد و لكن لم يطالب احد من المشاهدين بمنه ظهوره على شاشه التلفزيون ايمانا منهم بحريته فى ارتداء ما يحب , ثم وصف الاستاذ تامر الفتاه الضحيه بالمنحله لأنها قررت ارتداء مجرد بادى و جينز و كأنها ذهبت بالبيكينى , هل يجرؤ الاستاذ تامر على وصف زميلاته و صديقاته و من يتعامل معهم يوميا فى المجال الاعلامى بالانحلال علما بأنهم يرتدون ما هو اكثر تحررا من الفتاه التى سبها ؟ هل يستطيع تبرير حاله تحرش جماعى من عمال الاستديو الشقيانين
العرقانين على مذيعه او ممثله بسبب ما ترتديه ؟ ام لأن الفتاه الضحيه ليست مشهوره او صاحبه علاقات و جمهور فقد اختار ان يشارك فى جريمه ذبحها و يتقمص دور الرجل صاحب الدم الحار , دم حار على الغلابه بارد منعش على المشاهير
أعزائي المتحرشون فى الشوارع و الجامعات و المصانع و الشركات و المتحرشون فى الحقول و خلف المدافئ فى المنازل تحرشوا بمنتهى الحرية ، تحرش و انت مطمأن فخلفك جابر و تامر
دكتور جابر و استاذ تامر .. خسئتم