بعد إطلاق حزب الله صواريخ على الجيش الإسرائيلي في مزارع شبعا رداً على استهداف إسرائيل مقالي الحزب بالقنيطرة السورية، تساءلت صحيفة تليجراف البريطانية، عما إذا بات حزب الله وإسرائيل مستعدين لخوض حرب جديدة.
ويرجع السؤال إلى حقيقة أن حزب الله أطلق، بعد وقت قليل من هجومه الأول، طلقات من مدافع الهاون نحو إسرائيل، سقطت داخل الحدود الشمالية ومرتفعات الجولان.
تصاعد التوتر
وتعتبر تلك العملية العسكرية تعتبر أشد الهجمات فتكاً على الحدود الشمالية لإسرائيل منذ حرب ٢٠٠٦، ولكن هجوم الحزب على إسرائيل يأتي وسط تصاعد التوتر في أعقاب الضربة الجوية الإسرائيلية على قافلة لحزب الله أدت لمقتل 6 مقاتلين وعدد من الضباط الإيرانيين.
ولفتت تليجراف إلى رد إسرائيل على الهجوم على سياراتها العسكرية، عبر إطلاق عشرات من قذائف المدفعية، وعدداً من الغارات الجوية ضد مصدر النيران، وضد أهداف أخرى لحزب الله داخل الحدود اللبنانية.
خيارات حزب الله
وأشارت الصحيفة إلى أن قرار حزب الله بالرد على إسرائيل عبر هجوم صغير الحجم، عوضاً عن عملية تصعيدية كبيرة، دليل واضح على عدم رغبة الحزب في خوض حرب كبيرة مع إسرائيل.
كما أرسلت قيادة الحزب عير قوات حفظ السلام في لبنان، رسالة إلى إسرائيل، توضح أن الحزب يسعى للتهدئة، ولا ينوي التصعيد، إذ أن هجومه الأخير على الحدود حقق معياره للرد على الغارة الجوية الإسرائيلية قبل أسبوعين.
تطوير للقدرات
وترى تليجراف أن حزب الله حقق منذ حرب ٢٠٠٦، تقدماً ملحوظاً في تطوير ترسانته الحربية، والتي تتألف حالياً من أكثر من 100 ألف صاروخ وغيرها من التقنيات العسكرية المتطورة، والتي تهدد بواسطتها البنية التحتية الإسرائيلية القوية.
وكان الأمين العام للحزب حسن نصر الله، صرح مراراً بأنه لديه “عدة مفاجآت”، وأن الفدائيين “سيغزون الجليل”.
وتعتقد تليجراف أنه من أجل تحقيق تلك الخطة، أن حزب الله طوَّر شبكة من الأنفاق المشابهة للأنفاق في غزة، وذلك من أجل شن هجمات فتاكة، أو تنفيذ عمليات اختطاف داخل الحدود الإسرائيلية.
ويبدو أن الجيش الإسرائيلي يأخذ تلك التهديدات على محمل الجد، إذ أجرى عملية بحث عن أنفاق عند الحدود وتحقيقات، قبل يوم واحد من الهجوم.
خيارات إسرائيل
وأشارت الصحيفة إلى ما صرح به مراراً وتكراراً قادة عسكريون إسرائيليون، منذ عام ٢٠٠٦، من أن أي استفزاز كبير سيقابل بتدمير كبير وهائل لأهداف حزب الله، وبنيته التحتية عبر لبنان، على غرار الدمار الذي ألحقته إسرائيل في حرب ٢٠٠٦، بالضاحية الجنوبية في بيروت.
ولكن، برأي تليجراف، يبدو أن قواعد اللعبة تغيرت بعد حرب ٢٠٠٦، إذ عززت إسرائيل جبهتها الداخلية، وبنت القبة الحديدية لتقليل خطر صواريخ حزب الله، فضلاً عن إجراء تدريبات متطورة جديدة لقواتها.
كلفة الحرب
وبحسب تليجراف، فإن تكلفة التصعيد إلى الحرب ستكون مدمرة، لكلا الجانبين، فالنسبة لإسرائيل، سيؤدي نشر قوات احتياط، وبقاء قسم كبير من السكان المدنيين داخل الملاجئ، خسائر مادية كبيرة، وخاصة قبل الانتخابات الإسرائيلية العامة في مارس.
وبالنسبة لحزب الله، ستكون الحرب مدمرة، لأنه سيخسر قسماً كبيراً من قوته العسكرية، وستدمر بنيته التحتية في جميع أنحاء لبنان، كما أنه سيجر البلاد إلى حرب جديدة ستؤثر على مكانته ووضعه في الداخل.
وختمت الصحيفة أنه ليس من الواضح ما ستحققه حرب جديدة من نتائج عسكرية، ذلك على كل من إسرائيل وحزب الله، العودة إلى الوضع الراهن.