قالوا إن الكون يموت ببطء وهذا ما رد عليه عالم الفلك الألمانى يوخن ليسكه، مؤكدًا أنه من الصعب تحديد توقيت موت الكون نهائيًا.
شبه البعض المرحلة الحالية للكون بأنه رجل استرخى على فراش استعدادًا للموت الأبدى، وأوضح يوخن ليسكه أستاذ علم الفلك فى جامعة هامبورجكيف اكتشفوا أن الكون يموت؟ قائلًا فى حوار له نشره موقع دويتش فيله: راقبنا كمية الضوء التى تنتجها النجوم فى منطقة محددة “أخذناها كعينة” من الكون.
وحين يقوم المرء بذلك فى منطقة بعيدة فى الكون فإن الضوء يحتاج بضعة مليارات من السنين للوصول إلينا. من المنطقة التى نظرنا إليها يحتاج الأمر إلى مليارى سنة. وحين نقارن ذلك بمنطقة من الكون قريبة منا، يمكننا أن نلاحظ بأنه فى المنطقة البعيدة من الكون يتم إنتاج ضوء أكثر حاليًا.
وعن وماذا يعنى ذلك؟ وهل هناك علاقة بين ذلك وفكرة “موت” الكون؟
قال: النجوم بحاجة إلى وقود لكى تضىء. الشمس تقوم بعملية اندماج نووى بداخلها ولذلك فهى تحتاج إلى وقود وهو محدود.
وخلال مليارات السنين، وعلى مدار تطور الكون، فإن الأخير يتآكل عبر وقوده الذى يبدأ فى النضوب. ولذلك لا يتبقى من هذا الوقود القدر الكافى لإمداد النجوم، وللسماح بنشوء نجوم جديدة. ولذلك فإن القليل من النجوم تتلألأ ويقل معها إنتاجها للضوء.
النجوم جميعها محدودة. وكذلك الشمس التى تضىء كوكبنا ستموت فى يوم من الأيام. ولكن إذا قلّت نسبة نشوء النجوم الجديدة، وباتت أقل من النجوم التى تموت، فإن قوة ضوء الكون ستقل.
كم الوقت أمامنا حتى تختفى النجوم على الإطلاق ويموت الكون؟
من الصعب التكهن بتوقيت موت الكون. لا يوجد توقيت محدد فى المستقبل يمكن القول بأن الكون سيموت فيه. سيستغرق الأمر مليارات السنين، قبل أن يحل الظلام على الكون.
هذا يعني أنه لا يمكننا التنبؤ بتوقيت موت الكون؟
هذا صحيح. ولكن التنبؤ طويل الأجل يشير إلى أن الكون سيصبح مظلما وشديد البرودة.
وبعد 10 مليارات من السنين، لو بقى هناك مراقب ذكى يمكنه رؤية الكون، فإنه لن يجد الكثير مما يمكن أن يشاهده. هذا لا يعنى أن الكون سيختفى من الوجود. ولكن لن يكون هناك ما يشع ضوءًا.