لا تبدو الحرب التجارية الجارية حاليا بين الولايات المتحدة والصين هي الوجه الوحيد للمنافسة بين القوتين الكبيرتين، بل إن المنافسة تتخذ العديد من الأشكال، سياسيا واقتصاديا وعلميا وتكنولوجيا أيضا.
وأحدث مظاهر تلك المنافسة الصينية – الأمريكية جاءت بعدما وافقت الحكومة الصينية على مخطط إنشاء منطقة اقتصادية وتكنولوجية كبرى تعرف بـ”منطقة الخليج الكبرى”، لتنافس منطقة وادي السليكون الأمريكية.
ومن المتوقع أن تكشف الحكومة عن تفاصيل المخطط في 21 فبراير المقبل، قبل بدء الدورات السنوية للهيئات التشريعية والاستشارية العليا في الصين.
وقال مصدر صيني مطلع، حسب شبكة أخبار “نان فانج” الصينية، إن نائب رئيس مجلس الدولة الصيني هان تشنج، الرجل المختص بشؤون هونج كونج وماكاو، أعطى الضوء الأخضر للوثيقة الرسمية لبناء “منطقة الخليج الكبرى” بعد مشاورات مكثفة مع الحكومات المحلية.
وذكرت الشبكة الإخبارية أنه “بعد أكثر من 3 سنوات ذُكرت (منطقة الخليج الكبرى) لأول مرة في خطة عمل التنمية المشتركة، التي حددتها السلطات الصينية العليا، بشأن التخطيط الاقتصادي والتجاري لخلق محرك نمو اقتصادي جديد، من خلال الجمع بين منطقتي هونج كونج وماكاو الإداريتين الخاصتين، و9 مدن مجاورة في مقاطعة قوانجدونج الجنوبية، التابعة للبر الرئيسي الصيني”.
من المقرر أن تغطي المنطقة الضخمة نحو 56.500 كيلومتر مربع، ويبلغ عدد سكانها 67.6 مليون نسمة، وتمثل 12.5% من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد.
ومن المعروف أن هونج كونج وماكاو جزء من الصين، لكنهما منطقتان إداريتان خاصتان، لهما حكوماتهما وأنظمتهما القانونية وسياساتهما، إذ كانتا مستعمرتين بريطانية وبرتغالية حتى 1997 و1999، بعدها رفضتا الخضوع الكامل للسيطرة الصينية، وأقرّتا بحريتهما في تأسيس نظام سياسي خاص يختلف عن الصين، وتوصلتا مع بكين إلى العمل بمبدأ “بلد واحد، نظامان مختلفان”، والذي يمنح هونج كونج وماكاو حكما ذاتيا في الشؤون الداخلية للدولة كافة، باستثناء العلاقات الدبلوماسية الدولية.
ومن المقرر أن تكون هونج كونج مركزا دوليا للمال والملاحة والتجارة، إضافة إلى مركز للنقل، فضلا عن لعب دور دفع التمويل والتجارة والخدمات اللوجستية والخدمات المهنية نحو السوق الراقية.
وتصبح ماكاو مدينة سياحية دولية ومنصة للتجارة مع الدول الناطقة بالبرتغالية، في حين تلعب قوانجتشو دورا قياديا كمدينة مركزية وطنية، أما شنتشن فستضطلع بدور رائد كمنطقة اقتصادية خاصة ومدينة إبداعية.