يبدو أن النموذج التونسى الذى لطالما عاير الغرب مصر به منذ ثورات ما يسمى بالربيع العربى قد تهوى تماما فى أعقاب المذبحة الارهابية التى وقعت أمس الأربعاء فى متحف باردو وراح ضحيتها 19 بينهم أجانب .
حيث تحطمت أسطورة النموذج التونسى و ثورة الياسمين و التداول الديمقراطى للسلطة الذى طالما تغنى به البعض بعد أن كشف الاعتداء الذى شنه عدد من الإرهابيين بعض الحقائق الخاصة بعيوب الأسلوب الذى اتبعته البلاد فى عملية الانتقال الديمقراطى والذى شمل الاستبقاء على جماعة الإخوان ، كإحدى العناصر المهمة المشكلة للمشهد السياسي في تونس.
ولعل من أهم أوجه التشابه بين المشهدين في مصر وتونس، هو موقف جماعة الإخوان، حيث ظهرت في بداية ثورات العربي بثوب مسالم، يسعى للممارسة السياسة بسلمية كاملة ، إلا أن الأمر سرعان ما تحول ، بعدما كشفت الشعوب حقيقتهم كمتطرفين يسعون فقط للاستيلاء على مقاعد الحكم في كافة البلدان، ولا يمتلكون أى أفكار لتخطى الأزمات التى يمر به العالم العربى .
و لعل علاقة اخوان تونس بهجوم باردو الارهابى طرحت نفسها و بقوة على الساحة عقب تداول عددًا من النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعى صورًا تجمع أحد منفذي الهجوم الإرهابي أمس بتونس ، بعبد الفتاح مورو القيادي بحركة النهضة ونائب رئيس البرلمان التونسى ، ما يشير إلى أن حزب النهضة ، الذراع السياسى للإخوان فى تونس هو أصل الفكر المتطرف فى البلاد .
ومثلما هو الحال فى مصر فكما ان التفجيرات الارهابية لم تعرف طريقها بشكل متواصل إلا بعد اقصاء الشعب للخوان فى 30 يونيو فان العمليات الارهابية لم تبدأ فى الظهور فى تونس إلا بعد زوال حكم المنصف المرزوقى .
كذلك فقد تشابهت تصريحات قيادى الجماعة فى تونس بنظرائهم فى مصر بعد ثورة 30 يونيو ، حيث قالت سيدة أونيسى عضو البرلمان التونسي عن حزب النهضة إن العمليات الإرهابية لم تعرف طريقها للبلاد و منذ اندلاع الثورة التى اطاحت بزين العابدين بن على اواخر 2010 إلا بعد رحيل منصف المرزوقى .
تصريحات أونيسى تتشابه إلى حد بعيد مع تصريحات محمد البلتاجى القيادى الإخوانى بمصر ، كان قد أكد أن العمليات الإرهابية في سيناء، ستتوقف في الوقت الذى يعود فيه الرئيس المعزول محمد مرسى إلى الحكم .
تشابهات واضحة بين النموذجين مع الاحتفاظ بالاسبقية للنموذج المصرى فهذه المرة تونس هى اللى بقت زى مصر .. إلا ان الاجابة فى الحالتين اخوان .