توفى صباح اليوم، الباحث والمفكر السيد ياسين بعد صراع مع المرض، عن عمر ناهز 84 عاما.
كان كتاب “مغامرات فكرية” للفيلسوف “هوايتهيد” صاحب الأثر الأكبر فى حياته، إذ مثل مدخلًا إلى مجال علم النفس بالنسبة له.
قال ياسين عن ذلك: “كان الكتاب صعبًا، ولكنه كان ممتعًا ومفيدًا، ومثّل بالنسبة لى لحظة الاكتشاف الأولى. فى هذه الفترة اكتشفت مكتبة علم النفس التكاملى التى يشرف عليها أستاذنا يوسف مراد، ودخلت مجال علم النفس من أوسع أبوابه”.
تخرَّج ياسين فى كلية الحقوق جامعة الإسكندرية، وعندما حلَّ العام 1950، بدأت مرحلة جديدة من حياته، إذ أقنعه أحد زملائه بالانضمام إلى جماعة الإخوان المسلمين، ما أثر على حياته على المستويين: الخاص والعام.
بعد سبعة أعوام نشرت جريدة الأهرام إعلانًا عن حاجة المركز القومى للبحوث الجنائية (المركز القومى للبحوث حاليًا) إلى باحثين مساعدين من خريجى كليتى الآداب والحقوق. تقدم ياسين واجتاز الاختبارات ليعمل فى المركز لمدة ثمانية عشر عامًا، إلى أن حل العام 1975 ليشغل منصب رئيس مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية.
كان لمحمد حسنين هيكل تأثيرًا كبيرًا على السيد ياسين الذى اعترف فى مرات كثيرة بذلك، فكان هيكل بالنسبة له هو الذى فتح أمامه آفاق البحوث الاستراتيجية حين قرر تحويل المعهد إلى مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية، ودفعه هذا التحول إلى التعمق فى دراسة مناهج ونظريات البحوث الاستراتيجية.
وقال مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية فى نعيه لياسين: “حفلت المسيرة العلمية والمهنية للراحل بعدد من المساهمات الكبرى، كان أبرزها مساهمته التاريخية فى تأسيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، وصناعة الأجندة البحثية والفكرية للمركز خلال مراحل عمله المختلفة، كما كان له الإسهام البارز فى تطوير أدوات ومناهج البحث فى مجال علم الاجتماع، وتقديم القراءات النقدية للكتابات والنظريات الغربية التى تناولت الظواهر العربية”.
كما ذكرت الهيئة المصرية العامة للكتاب فى نعيها أن “للمفكر الراحل العديد من الأعمال والإسهامات المهمة والمتنوعة، منها “أسس البحث الاجتماعى، ومصريين الأزمة والنهضة”، و”التحليل الاجتماعى للأدب”.