بمناسبة أعياد الأقباط وأسبوع آلام السيد المسيح الذى يختتم بعيد القيامة المجيد يتردد كثيرًا اسم يهوذا الذى خان المسيح وربما لا يعلم الكثيرون قصته وتفاصيلها.
إنه يهوذا الإسخريوطى أحد تلاميذ المسيح الإثنى عشر ويسمى أيضًا بيهوذا سمعان الإسخريوطى ويركز كتبة الأناجيل على ذكر لقبه لتمييزه عن الرسول يهوذا تدَّاوس.
اسم يهوذا معناه بالعبرية الحمد ومن لقبه الإسخريوطي نستدل بإنه كان من مدينة تسمى قريوط أو قريوت تقع فى جنوب مملكة يهوذا التى ذُكرت فى العهد القديم وربما تكون هى ذاتها خربة القريتين الكائنة على بعد أربعة أميال ونصف جنوب تل ماعين، أو قد يكون من مدينة موآب الحصينة المذكورة أيضا فى العهد القديم.
وبحسب الأناجيل فإن يهوذا الإسخريوطى هو التلميذ الذى خان المسيح (يسوع) وسلمه لليهود مقابل ثلاثين قطعة فضة وبعد ذلك ندم على فعلته ورد المال لليهود وقتل نفسه.
كان أول ذكر ليهوذا الإسخريوطى فى الإنجيل هو أثناء اختيار المسيح لرسله وتلاميذه الإثنى عشر، وكان الإنجيل يصف يهوذا بالمُسلِّم لقيامه بتسليم يسوع لليهود ” ويهوذَا الإسخريوطي الَّذِى صار مُسَلِّماً أَيضًا”.
وكان يسوع يعرف دائما بأن يهوذا سيخونه “أَجابهم يسوع: أَلَيس أَنى أَنا اختَرتكم، الاِثثي عشر؟ وواحد منكم شيطَانٌ!!”.
اقرأ ايضاً: العثور على بيت طفولة المسيح .. بس لسه مش متأكدين!!
وكان المسيح قد أوكل ليهوذا مهمة حفظ ماله ومال التلاميذ فكان صندوق المال عنده وكان يسرق منه وسأل أحد التلاميذ المسيح: “لماذَا لم يبع يهوذا هذا الطيب بثلاثمئة دينار ويعط للفقَراء؟” فرد عليه المسيح: “هذا ليس لأَنه كَان يبالي بِالفقَراء، بل لأَنه كَان سارقاً، وكَان الصندوق عنده، وكَان يحمل ما يلقَى فيه”.
واتفق يهوذا مع رؤساء كهنة اليهود على أن يسلم لهم المسيح مقابل الحصول على ثلاثين قطعة فضة على أن يسلمه لهم مكان خلاء لأن اليهود كانوا يخشون القبض على المسيح فى النهار أمام الجموع لئلا يثوروا ضدهم .
وكان يهوذا يعرف بالطبع الأماكن التى اعتاد المسيح على الاختلاء بها بتلاميذه مثل بستان جثسيمانى، وأثناء العشاء الأخير اعلن المسيح لتلاميذه عن أن واحدا منهم سيسلمه لحكم الموت لتكتمل جميع النبوات” وفيما هم يأكلون قَال يسوع:
الحق أقول لَكم: إِن واحدا منكم يُسَلِّمنى فحزنوا جدا ،وابتدأ كل واحد منهم يقول له: هل أنا هو يا رب؟ فأجاب وقَال: الذى يغمس يده معى فى الصحفة هو يُسَلِّمُني! إِن ابن الإنسان ماضٍ كَما هو مكتوب عنه،ولَكن ويل لذَلك الرجل الذى به يُسَلَّمُ ابن الإنسانِ. كَان خيراً لذَلك الرجل لو لم يولد!! فسأل يهوذا مُسَلِّمُهُ وقال: هل أنا هو يا سيدى؟ قَال له: أنت قلت” .
وكان يهوذا قد اتفق مع اليهود أن يدلَّهم على مكان المسيح و على ان من سيقوم بتقبيله سيكون هو يسوع الناصرى وعندما وصلوا قال له المسيح جملته المشهورة :”يا يهوذا، أَبِقبلةٍ تُسَلِّمُ ابن الإنسانِ؟”.
وبعد أن ألقى اليهود أيديهم على يسوع ندم يهوذا لأنه سلمه وأعاد الفضة للكهنة وذهب وشنق نفسه فابتاع رؤساء الكهنة بتلك الفضة حقل الفخارى الذى سمى بعد ذلك “حقل الدم”، ويصف الرسول بطرس فى سفر أعمال الرسل الطريقة التي مات بها يهوذا فيقول:
“فَإِن هذا اقتنى حقلا من أجرة الظلم وإِذ سقط على وجهِه انشق من الوسط فانسكَبت أحشاؤه كلها”.
وبالنسبة للمسلمين فان يهوذا بعرف بإنه تلميذ المسيح الخائن، وهو الذى واطأ الكهنة على الدلالة عليه بأجر، وهو الذى ألقى عليه شبه المسيح فصلب بدلاً منه فيما رفع المسيح إلى السماء .