أعلنت بريطانيا أن 1000 جندى من قواتها الخاصة قد وصلوا إلى ليبيا لحراسة المبانى والمنشآت النفطية والغازية.
هذا الإعلان أكد كل التوقعات المتعلقة بنوايا الغرب التدخل فى ليبيا، وهو ما تطرقت إليه صحيفة “نيزافيسيمايا جازيتا” الروسية، حيث أكدت أن بريطانيا والولايات المتحدة تنويان القيام بحملة عسكرية شاملة لمحاربة الجهاديين فى ليبيا، حيث يمكن أن يصل عدد الجنود المشتركين فى هذه الحملة إلى 1000 جندى، ولكن هذا التدخل فى شؤون ليبيا قد يؤدى إلى فشل محاولات تشكيل حكومة المصالحة الوطنية.
أما صحيفة “التايمز” اللندنية فقد أشارت إلى أنه من الملاحظ فى الفترة الأخيرة تكرار الزيارات التى يقوم بها عسكريون ودبلوماسيون من بريطانيا والولايات المتحدة إلى ليبيا، بهدف إيجاد حلفاء لهم هناك، وتنوى الدولتان فى البداية إرسال نخبة من القوات الخاصة “SAS” إلى شمال إفريقيا تكلف بالقضاء على زعماء داعش، وبعدها يلحق بها 1000 عسكرى تناط بهم مهمة تدريب القوات الليبية ومحاربة المهربين الذين ينظمون تهريب اللاجئين الى أوروبا.
وكانت صحيفة “فايننشال تايمز” الأمريكية، كتبت أن زيارة ضباط من الجيش الأمريكى لليبيا كانت بهدف إقامة اتصالات مع المجموعات المحلية قبل بداية الحملة العسكرية.
وكان السكرتير الصحفى للبنتاجون، بيتر كوك، قد أعلن أن الولايات المتحدة تدرس “الخيارات العسكرية” للتدخل فى ليبيا إذا ما أصبح داعش أكثر خطورة مما هو عليه اليوم، أما رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الأمريكية، جوزيف دانفورد، فأضاف أن البنتاجون يريد القيام بعمليات عسكرية حاسمة فى ليبيا ضد داعش إلى جانب العمل الدبلوماسى.
من جانبها أشارت صحيفة “نيويورك تايمز”، إلى أن البنتاجون يجمع معلومات استخباراتية فى شمال إفريقيا بهدف فتح جبهة ثالثة لمحاربة الجهاديين بعد العراق وسوريا، والمقصود هنا حسب المعلومات الأولية القيام بهجمات جوية وعمليات برية محددة.
يذكر أنه فى منتصف شهر يناير الماضى، اجتمع فى باريس وزراء الدفاع فى أوروبا والولايات المتحدة لمناقشة الأزمة الليبية، من دون اتخاذ خطوات محددة بهذا الشأن، مع أن واشنطن ولندن وباريس متفقة على أن القضاء على داعش يجب أن يتم قبل أن يصبح الجهاد سمة أساسية لليبيا.
فى هذا الصدد تحديدا، قال الباحث العلمى فى مركز الدراسات الإفريقية فى معهد الاستشراق الروسى، أوليج بولايف: “استلمنا من مصادر معينة معلومات تفيد بأن مسؤولين رفيعى المستوى فى الناتو يخططون للقيام بعملية عسكرية فى ليبيا، ولكنهم متخوفون من بعض المخاطر، حيث يمكن أن يواجه الجنود الأجانب مقاومة شديدة من جانب أغلب المجموعات المسلحة التى تنشط فى البلاد، ورفضا للتعاون معهم من قبل المجموعات الأخرى”.
فى هذا الوقت يستمر تزايد خطر داعش فى ليبيا، حيث تفيد آخر المعلومات بأن عدد مسلحيه فى شمال إفريقيا، بلغ 3000 شخص يتمركزون فى مدينة سرت الليبية، وهم يتقدمون على امتداد الساحل والعمق الليبى بهدف السيطرة على حقول النفط فى راس لانوف والسدرة.
من جانبه، أعرب نائب رئيس وكالة الاستخبارات المركزية السابق، مايكل موريل، عن ثقته بأنه لدى الإرهابيين إمكانيات كبيرة فى ليبيا، ولن يستغرب إذا “ما أعلن داعش فى صباح يوم من الأيام عن سيطرته على مساحة كبيرة من ليبيا بعد حرب خاطفة”.
كما عبر المبعوث الأممى الخاص إلى ليبيا، مارتن كوبلر، عن قلقه بسبب بطء سير العملية السياسية فى ليبيا، مقارنة بتوسع داعش، أما وزير الدفاع الفرنسى، جان إيف لى دريان، فأشار إلى خطر توسع الشبكات الإرهابية فى ليبيا مضيفا أن مسلحى داعش يمكنهم الاختلاط باللاجئين والوصول إلى أوروبا للقيام بعمليات إرهابية.