شن متمردون مدججون بالأسلحة، ليل الأحد، هجومًا على مطار كراتشي الدولي في جنوب باكستان؛ مما أسفر عن مقتل 12 شخصًا على الأقل، وتعليق الملاحة في المطار واستدعاء الجيش للقضاء على المهاجمين، كما أفاد مسؤولون.
وأثارت طبيعة الهجوم والمكان الذي استهدفه، وهو “مطار جناح الدولي”، مخاوف من أن يتحول إلى حصار مطول لأكبر مطار في باكستان، مثلما حصل في العديد من الهجمات السابقة التي استهدفت في السنوات الأخيرة منشآت حساسة مماثلة.
ومن بين القتلى الـ12 هناك ستة مهاجمين ومدنيان على الأقل وعناصر أمن.
وقالت الطبيبة سيمي جمالي رئيسة “مستشفى جناح” الرئيسي في كراتشي، إن المستشفى تلقى ست جثث.
وأفاد مراسل لوكالة فرانس برس في المطار، أنه لا تزال تسمع حتى الساعة أصوات طلقات نارية متفرقة، في حين سمع قبلاً دوي انفجارين “ضخمين” ناجمين على الأرجح عن تفجيرين انتحاريين.
وقال المتحدث باسم جهاز أمن المطار عاصم سليم باجوا، إن “كل الركاب والطائرات تم إخلاؤهم كما تم قتل ثلاثة إرهابيين”.
غير أن مسؤولاً كبيرًا في الاستخبارات قال لفرانس برس، طالبًا عدم ذكر اسمه، إن عدد المهاجمين الذين تمت تصفيتهم حتى الساعة بلغ ستة. وقال “أحدهم فجر نفسه عندما أطلقنا النار عليه”.
ولم يعرف في الحال عدد المهاجمين. ففي اللحظات الأولى للهجوم قال مسؤولون، إن عدد المهاجمين هو حوالي ستة مدججين بأسلحة رشاشة وقنابل يدوية، ولكن يرجح أن يكون عددهم الفعلي أكبر من ذلك.
وفرض عناصر قوات النخبة في جهاز أمن المطار بمساعدة قوى أمنية أخرى طوقًا أمنيًا حول منطقة الهجوم وعزلوها عن سواها.
وبحسب المعلومات الأولية، فإن المهاجمين تسللوا على ما يبدو إلى حرم المطار من مكانين على الأقل، وذلك عن طريق قص الشريط الشائك الذي يسيج مبنى الركاب القديم الذي لم يعد يستخدمه الركاب ولكنه أصبح مقرًا لمكاتب الموظفين والمشاغل والمخازن.
وفور بدء الهجوم، أعلن عبيد قيمخاني المتحدث باسم إدارة الطيران المدني، أنه تم تعليق كل الرحلات في المطار.
وأظهرت مشاهد بثها التلفزيون سحابة من الدخان تغطي المدرج حيث كانت تجثم طائرات.
وحتى الآن لم تتبن أي جهة الهجوم، علمًا بأن السلطات الباكستانية تتصدى منذ أكثر من عشرة أعوام لمتمردين إسلاميين أسفرت هجماتهم عن مقتل الآلاف.
وبدأت حكومة رئيس الوزراء نواز شريف، في فبراير الفائت، عملية تفاوضية مع متمردي طالبان الباكستانية. وأعلن وقف لإطلاق النار في بداية مارس، لكنه سرعان ما انهار بعد شهر واحد.