اليوم 25 يناير تمر الذكرى الـ89 على ميلاد المخرج العالمى يوسف شاهين الذى تواكب الاحتفال بذكرى 25 يناير.. وقد بادر محرك البحث جوجل بوضع شعار الاحتفال بذكراه والمعبر عن كونه أحد أهم المخرجين الذين قدموا أعمالا وصل صداها إلى المهرجانات العالمية.
يواكب ذكرى ميلاده ميلاد الثورة التى تنبأ بها فى بعض أفلامه، وهو صاحب العبارة الشهيرة التى ظل يرددها فى فيلمه “وداعا بونابرت”، “مصر هتفضل غاليا عليا”، والتى رددت فى ثورات مصر سواء 25 يناير أو بعدها 30 يونية.. وتمر اليوم ذكراها حيث ولد فى 25 يناير من عام 1926.
ولم يكن فيلم “وداع بونابرت” هو العمل الوحيد الذى قدم فيه شاهين مشاهد مؤثرة عبر فيها عن مصريته وعن حبه لهذا الوطن، بل ظل يحلم بثورة تشبه ثورة يناير حتى أنه عندما خرج من مكتبه القريب من نقابة الصحفيين ليشاهد بنفسه المظاهرات المنددة بحكم “مبارك”، لم يتردد لحظة فى أن يمسك بدفتره الذى لم يكن يفارقه فى مكتبه مسجلا انطباعاته، ويناقشها فيما بعد مع مساعده آنذاك المخرج خالد يوسف ليخرج بفيلمه الشهير “هى فوضى”، الذى كان نقطة انطلاقة ثورة، بل هو جزء مما نعيشه حاليا.. وكان اسم الفيلم وبعض مشاهده مفردا يردد حتى اليوم.
واستحق شاهين أن يطلق عليه المبدع الثائر دائما، فهو لم يغازل نظاما سياسيا، وكان أكثر المخرجين الرافضين لنظام مبارك، وخرج فى مظاهرات كثيرة ضد قرارات أصدرتها الحكومات السابقة، ومنها مظاهرته مع جموع الفنانين ضد قرارات رأها أنه تحد من حرية الفنان، ومنها القانون 103 الخاص بتنظيم النقابات الفنية والذى كان يعطى لنقيب السينمائيين البقاء فى منصبه مدى الحياة، واضربت بسببه تحية كاريوكا عن الطعام عشرة أيام ورافقها شاهين فى الإضراب.
كان لشاهين آراء سياسية واجتماعية واضحة، ففي الفترة بين 1964 و1968 عمل يوسف شاهين خارج مصر بسبب خلافاته مع رموز النظام المصري، وقد عاد إلى مصر بوساطة من عبد الرحمن الشرقاوي.. كما وكان أول من عبر عن رفضه لما سموا بجماعات “الإسلام السياسي”.
كما تتضح آراءه في عدد كبير من أفلامه كفيلم “باب الحديد” الذي صدم الجماهير بتقديمه صورة محببة للمراة العاهرة، وفيلم “العصفور” سنة 1973 الذي كان يشير إلى أن سبب الهزيمة في حرب 1967 يكمن في الفساد في البلد.. كما أثار فيلم المهاجر عام 1994 غضب الأصوليين لأنه تناول قصة يوسف ابن يعقوب عليهما السلام.
وتنوعت أفلام شاهين في مواضيعها، فمن أفلام الصراع الطبقي مثل فيلم صراع في الوادي – الأرض – عودة الابن الضال، إلى أفلام الصراع الوطني والاجتماعي مثل – جميلة – وداعاً بونابرت، إلى سينما التحليل النفسي المرتبط ببعد اجتماعي مثل – باب الحديد – الاختيار – فجر يوم جديد.
ويوم رحيله أشاد به سينمائيوا ورؤساء العالم ومنهم الرئيس الفرنسى الأسبق نيكولا ساركوزى ، الذى وجه تحية إليه، واصفا اياه بأنه “مدافع كبير عن حرية التعبير وبشكل أوسع عن الحريات الفردية والجماعية وكتب الرئيس الفرنسي في بيان “فقد الفن السابع أحد أشهر المساهمين فيه يوسف شاهين المتعلق جدا بمصر لكنه منفتح على العالم، هو مخرج ملتزم ومدافع كبير عن حرية التعبير وبشكل أوسع عن الحريات الفردية والجماعية وأنه سعى طوال حياته من خلال الصورة الى التنديد بالرقابة والتعصب والتشدد”.
“وأن موهبته سمحت له بتطوير أشكال مختلفة للتعبير الفني وولوج كل أنواع الأفلام التي تتناول السير الذاتية واستعادة التاريخ وأيضا الاستعراضية.. يوسف شاهين مفكر صاحب استقلالية كبيرة وهو مدافع كبير عن تزاوج الثقافات”.