تعتقد المرأة أنّ حصولها على إطلالة أنيقة أمر سهل، ويكفي تتبّعها لآخر صيحات الموضة. لكن في الحقيقة لاحظت خبيرة الاتيكيت والبروتوكول فيرا يمين أنّ “المرأة تملك مفاهيمَ خاطئة في ما يخصّ الأناقة”، ولذلك قدّمت، في حديثها لـ”الجمهورية” اللبنانية، شروط الاناقة الرئيسة:
– التحفّظ: اعتبرت يمين أنّ “الاناقة تتطلّب تحفّظ المرأة في ملابسها، والحرص على عدم إظهار الكثير من بَشرتها وجلدها”، مُستغربة حصولها على فكرة أنّ بإمكانها إظهار الشَعر الزائد في جسمها أثناء ارتدائها القمصان الطويلة الأكمام والتنانير.
وأكّدت أنّ بإمكان المرأة الحصول على إطلالة أنيقة ومُغرية في الوقت ذاته من دون الحاجة الى كشف مفاتنها وإظهار جسدها، “فالأناقة هي حال نفسية أكثر من مجرّد إطلالة”، رافضة اعتبار الرجال بأنّ المرأة الانيقة والمحتشمة هي امرأة مملّة.
– التواضع: أقرّت يمين أنّ “الأناقة تتطلّب امتلاك المرأة ذوقاً متواضعاً وضبط نفسها في اتّباعها الموضة”، ولكنّها سارعَت الى التأكيد أنّ ذلك “لا يعني تخَلّيها بالضرورة عن ارتداء ما يثير الاهتمام ويرسم حولها هالة من الاعجاب، شَرط معرفتها أيّ نوع من الاهتمام ترغب في إثارته”.
– القيمة المناسبة: اعتبرت أنّ “الأناقة تقتضي معرفة المرأة طريقة شراء الملابس بالسِعر المناسب الذي يليق بها وبأقمشتها، فالأناقة لا تعني شراءها ملابس قطنية بقيمة 500 جنيه في حين أنه يمكنها الحصول عليها بقيمة 100 جنيه”.
– التصرّفات: بحسب يمين فإنّ “الأناقة لا ترتبط بالمظهر الخارجي وحسب إنما تتعلّق بالتصرّفات أيضاً، وتفرض على المرأة الابتعاد عن المفاخرة وتجنّب حبّ الظهور واعتماد المحادثة البنّاءة”، معتبرةً أنْ لا دخل للأناقة بالثروة أو بالأجر الذي تتقاضاه المرأة “فإذا أخذنا مثالاً بعض النجمات المشهورات، نجد أنهنّ يبتعدن كلّ البعد عن الاناقة على رغم ثرواتهنّ الطائلة، إذ إنهنّ ينغمسن في سلوك مُحرج لا يمتّ الى الأناقة بصِلة”. وأكّدت خبيرة الاتيكيت أنّ “المرأة التي تتصرّف بقلّة احترام وأدب ليست امرأة أنيقة، على رغم طلّتها الانيقة ظاهرياً وشكلها الخارجي المتقون”.
– الكلاسيكية: وجدت خبيرة الاتيكيت والبروتوكول أنّ “الأزياء الأنيقة هي الكلاسيكية والخالدة، ولكن هذا لا ينفي وجود أزياء أنيقة على رغم كونها عصرية ومواكِبة لآخر صيحات الموضة”. وأوضحت أنّه “يمكن للمرأة أن تكون أنيقة وعصرية في الوقت ذاته، فالكثير من النساء اللواتي لا يحبّذن الأزياء الكلاسيكية رَسمن خطّاً مميزاً لهنّ في مجال الاناقة والرقيّ”.
– الانتقائية: عادت يمين الى أصل كلمة “الأناقة” اللاتيني، أي eligere، لتؤكّد أنّ “الأناقة هي مرادف للانتقائية، ولذلك نجد أنّ الأشخاص الأكثر أناقة هم الذين يبذلون وقتاً إضافياً لاختيار القطَع المناسبة لهم”.
عوامل تجذب الرجل
وتطرّقت يمين، في حديثها، الى أكثر ما يجذب الرجل الى المرأة، وفق آخر الاحصاءات والدراسات، وهي: “أنوثتها، عطرها، فستانها، مكياجها، قدرتها على مَنحه السعادة، نظافتها”.
وأكّدت أنّ “الأناقة سهلة وصعبة في آن، قد تكون نعمة أو تتحوّل نقمة”. وفي هذا السياق، ربطت مفهومَي الاناقة والتكلّف، مشيرةً الى أنّه “يمكن للمرأة أن تكون أنيقة وغير متكلّفة، أو على العكس متكلّفة وغير أنيقة؛ فضمان الإطلالة المتكلّفة والانيقة يبقى نتيجة خبرة طويلة ومعرفة دقيقة في شؤون الموضة والثقافة”.
وتابعت أنّ “الاطلالة المتكلّفة تنبثق من فهم عميق وحساسية مفرطة تجاه كلّ الامور المحيطة بالمرأة وبطبيعة مجتمعها والثقافات المختلفة، فهذا ما يكسبها القدرة على انتقاء الاطلالة التي تتماشى مع مختلف الظروف بسهولة”.
وعمّا إذا كان يمكن حصول المرأة على درجة الاناقة والتكلّف نفسها، أجابت يمين: “يمكن تحقيق درجات متوازية من الاناقة والتكلّف في حال امتلكت المرأة ما يكفي من الخبرة والمعرفة بشؤون الموضة واتّبعت سلوكاً جيّداً، لأنّ المرأة التي تتباهى بأناقتها وتتفاخر بها، تَفقدها”. ومن هنا أشارت الى أنّ “التكلّف قد يكون سهلاً، تماماً كالاناقة، إلا أنه يتطلّب براعة ودقّة وجهد”.
وختمت خبيرة الاتيكيت والبروتوكول حديثها مؤكّدةً أنّ “الاناقة مرتبطة بثلاثة مفاهيم أساسية، هي: التفكير، والخبرة، والوعي”، مُقتبسة مَقولة جونفييف أنطوان داريو “الأناقة تعني معرفة الذات أوّلاً، ومعرفة الذات تتطلّب اكتساب قدرة معيّنة من الذكاء والتحليل”.